سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
الباب السادس في بعض مناقب عقيل بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه

وفيه أنواع :

الأول : في اسمه وأخلاقه

قال الفزاري : كان عقيل -رضي الله تعالى عنه- قد خرج مع كفار قريش يوم بدر مكرها فأسر ، ففداه عمه العباس -رضي الله تعالى عنه- ثم أتى مسلما قبل الحديبية وشهد -رضي الله تعالى عنه- غزوة مؤتة .

قال الطبراني في "معجمه الكبير" : حضر عقيل فتح خيبر ، وقسم له رسول الله صلى الله عليه وسلم منها .

الثاني : في محبة النبي صلى الله عليه وسلم له رضي الله تعالى عنه

روى الإمام إسحاق والطبراني والبغوي وأبو عمر برجال ثقات عن محمد بن عقيل ، والطبراني في الكبير ، والحاكم وابن عساكر عن ابن إسحاق مرسلا ، والحاكم عن حذيفة -رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعقيل : "يا أبا يزيد ، إني أحبك حبين ، حبا لقرابتك مني ، وحبا لما كنت أعلم من حب عمي إياك" اهـ .

وروى ابن عساكر عن عبد الرحمن بن سابط قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعقيل : "إني لأحبك حبين حبا لك وحبا لحب أبي طالب لك" .

الثالث : في ترحيب النبي صلى الله عليه وسلم به رضي الله تعالى عنه

روى البغوي عن جابر -رضي الله تعالى عنه- قال : إن عقيلا دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "مرحبا بك أبا يزيد ، كيف أصبحت" ؟ قال : بخير ، صبحك الله بخير يا أبا القاسم" انتهى .

الرابع : في معرفته بعلم النسب وأيام العرب

روى الزبير بن بكار قال : كان عقيل أنسب قريش ، وأعلمهم بآبائهم ، وكانت له قطيفة تفرش له في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي عليها ، ويجتمع إليه في النسب وأيام العرب ، وكان أسرع الناس جوابا ، وأحضرهم مرجعا في القول ، وأبلغهم في ذلك .

الخامس : في خروجه إلى معاوية

روى البغوي عن جعفر بن محمد ، عن أبيه -رضي الله تعالى عنه- قال : إن عقيلا -رضي الله تعالى عنه- جاء إلى علي -رضي الله تعالى عنه- بالعراق ، فسأله ، فقال : إن أحببت أن [ ص: 115 ] أكتب لك إلى مالي بينبع فأعطيك منه ، فقال عقيل : لأذهبن إلى رجل هو أوصل لي منك ، فذهب إلى معاوية ، فعرف له ذلك .

قال أبو عمر : كان عقيل غاضب عليا ، وخرج إلى معاوية فأقام عنده ، فزعموا أن معاوية قال يوما بحضرته : هذا أبو يزيد ، لولا علمه بأني خير له من أخيه ما أقام عندنا وتركه ، فقال عقيل : أخي خير لي في ديني ، وأنت خير لي في دنياي .

السادس : في نبذ من أخباره

قال أبو عمر : قدم عقيل -رضي الله تعالى عنه- البصرة ثم الكوفة ثم الشام .

السابع : كان له أولاد مسلم ويزيد وبه كان يكنى . [ ص: 116 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية