سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
الباب السادس عشر في معرفة أولاد الزبير بن عبد المطلب وأولاد حمزة -رضي الله عنهما- وأولاد أبي لهب

أولاد الأول ثلاثة :

ذكر وأنثيان ، فالذكر عبد الله بن الزبير بن عبد المطلب القرشي الهاشمي ، وأمه عاتكة بنت أبي وهب بن عمرو بن عائذ المخزومية ، أدرك الإسلام ، وأسلم ، وثبت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم حنين فيمن ثبت . وقتل يوم أجنادين في خلافة أبي بكر -رضي الله تعالى عنهما- شهيدا فوجد حوله عصبة من الروم قد قتلهم ، ثم أثخنته الجراحة ، وذكر محمد بن عمر الأسلمي أنه أول قتيل قتل بطريق معلم ، برز يدعو إلى المبارزة فبرز إليه عبد الله بن الزبير بن عبد المطلب ، فاختلفت ضربات ، ثم قتله عبد الله ولم يتعرض لسلبه ، ثم برز آخر يدعو إلى البراز فبرز إليه فاقتتلا بالرمحين ساعة ، ثم صار إلى السيفين فضربه عبد الله على عاتقه ، وهو يقول : خذها وأنا ابن عبد المطلب ، فأثبته وقطع سيفه الدرع ، وأشرع في منكبه ، ثم ولى الرومي [منهزما] فعزم عليه عمرو بن العاص أن لا يبارز . فقال : لا أصبر ، فلما اختلطت السيوف وأخذ بعضها بعضا وجد في ربضة من الروم عشرة حوله مثلا ، وهو مقتول بينهم ، كانت سنه نحوا من ثلاثين سنة ، وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول له- : ابن عمي وحبي ، ومنهم من يقول : كان ابن أمي ، ولم يعقب ، قاله ابن قتيبة .

والأنثيان : الأولى منهما : وهي ضباعة ، وهي التي أمرها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (بالاستمرار) في الحج ، وكانت تحت المقداد بن الأسود .

والثانية : أم الحكم ، كانت تحت ربيعة بن الحارث .

وأولاد حمزة -رضي الله تعالى عنه- : عمارة ، ويعلى ، ولم يعقب من ولد حمزة غيره ، أعقب خمسة رجال ، ولم يعقبوا؛ لما سبق بيانه .

وأما أولاد أبي لهب فخمسة : عتبة : بعين مهملة مضمومة ، ففوقية ساكنة فموحدة فتاء تأنيث .

ومعتب : بميم مضمومة ، فعين مهملة مفتوحة ففوقية مكسورة مشددة . أسلما -رضي الله تعالى عنهما- يوم الفتح ، وكانا قد هربا ، فبعث العباس -رضي الله تعالى عنه- إليهما ودعا لهما رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وشهدا معه حنينا ، والطائف ، وفقئت عين معتب يوم حنين ، ولم يخرجا من مكة ولم يأتيا المدينة ، ولهما -رضي الله تعالى عنهما- عقب .

[ ص: 141 ] ودرة : أسلمت وكانت عند الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب -رضي الله تعالى عنهما- وروت عن النبي صلى الله عليه وسلم .

وقال لها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "أنت مني وأنا منك" رواه الطبراني برجال الصحيح عنها .

وخالدة [بنت أبي لهب بن عبد المطلب بن هاشم ، وأمها أم جميل بنت حرب بن أمية بن عبد شمس . تزوجها أوفى بن حكيم بن أمية بن حارثة بن الأوقص السلمي ، فولدت له عبيدة وسعيدا وإبراهيم بن أوفى] .

وعتيبة : بزيادة تحتية بين الموحدة والفوقية : مات كافرا ، وكان عقد على أم كلثوم بنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلما جاء الإسلام طلقها .

روى ابن خيثمة عن قتادة أن عتيبة لما فارق أم كلثوم جاء إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال : كفرت بدينك وفارقت ابنتك ، لا تجيئني ولا أجيئك ، ثم سطا عليه ، فشق قميص النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو خارج نحو الشام تاجرا ، فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- : أما إني أسأل الله أن يسلط عليك كلبه .

فخرج مع نفر من قريش حتى نزلوا بمكان من الشام يقال له الزرقة ليلا ، فطاف بهم الأسد تلك الليلة فجعل عتيبة يقول : يا ويل أمي ، هو والله آكلي كما دعا محمد . أقاتلي ابن أبي كبشة وهو بمكة وأنا بالشام ؟ فعدا عليه السبع من بين القوم ، فأخذ برأسه فضمغه ضمغة فقتله بها .

التالي السابق


الخدمات العلمية