سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
التاسع : في أنها أحب نسائه إليه - صلى الله عليه وسلم -

  روى الترمذي ، وصححه عن عمرو بن غالب أن رجلا نال من عائشة - رضي الله تعالى عنها - عند عمار ، فقال : اغرب مقبوحا منبوحا ، أتؤذي حبيبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .

  روى أبو داود وابن عساكر عن عائشة - رضي الله تعالى عنها - قالت : [ . . . ] .

  ذكر أن حاجب عائشة - رضي الله تعالى عنها - قال : جاء ابن عباس ليستأذن على عائشة فقالت : لا حاجة لي بتزكيته ، فقال عبد الرحمن بن أبي بكر : يا أمتاه إن ابن عباس من صالح بيتك جاء يعودك ، قالت : فأذن له فدخل عليها فقال : يا أمه أبشري فوالله ما بينك وبين أن تلقيمحمدا والأحبة إلا أن يفارق روحك جسدك ، كنت أحب نساء رسول الله - صلى الله عليه وسلم إليه ولم يكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحب إلا طيبا ، قالت أيضا ؟ قال : هلكت قلادتك بالأبواء فأصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم يلتقطها فلم يجدوا ماء ، فأنزل الله عز وجل فتيمموا صعيدا طيبا [النساء : 43 ] فكان ذلك بسببك وبركتك ما أنزل الله تعالى لهذه الأمة من الرخصة وكان من أمر مسطح ما كان فأنزل الله تعالى براءتك من فوق سبع سمواته فليس مسجد يذكر الله فيه إلا وشأنك يتلى فيه آناء الليل وأطراف النهار . فقالت : يا بن عباس دعني منك ومن تزكيتك فوالله [ ص: 170 ] لوددت أني كنت نسيا منسيا .

  العاشر : في أنها أحب الناس إليه - صلى الله عليه وسلم - .

  روي عن عمرو بن العاص - رضي الله تعالى عنه - أنه قيل لرسول الله : - صلى الله عليه وسلم - «أي الناس أحب إليك ؟ قال : «عائشة » ، قيل : فمن الرجال ؟ قال : «أبوها » .

  وروى الطبراني بإسناد حسن عن عائشة - رضي الله تعالى عنها - قالت : من يا رسول الله أحب الناس إليك ؟ قال : ولم ؟ قالت : لأحب ما تحب ، قال : «عائشة » .

  وروى أيضا عن أم سلمة - رضي الله تعالى عنها - أنها قالت يوم ماتت عائشة : اليوم ماتت أحب شخص إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .

  وروى الدارقطني في - غرائب مالك - عن عائشة - رضي الله تعالى عنها - قالت : قلت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - كيف حبك لي ؟ قال : «كعقدة الحبل » ، قالت : كيف العقدة ؟ قال : على حالها » .

  الحادي عشر : في أمره - صلى الله عليه وسلم - أن تسترقي من العين .

  روى مسلم عن عائشة - رضي الله تعالى عنها - قالت : أمرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن أسترقي من العين .

  الثاني عشر : في قسمه لعائشة - رضي الله تعالى عنها - ليلتين ولسائر نسائه ليلة .

  روى أبو داود عن عائشة رضي الله تعالى عنها أن سودة بنت زمعة لما كبرت [وفرقت أن يفارقها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت : يا رسول الله اجعل يومي لعائشة ، فقبل ذلك رسول الله منها قالت : نقول في ذلك أنزل الله - عز وجل - وفي أشباهها أراه قال وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا [النساء : 128 ] .

  الثالث عشر : في أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يدور على نسائه ويختم بعائشة - رضي الله تعالى عنها - .

  روى عمر الملا عن عائشة - رضي الله تعالى عنها - قالت : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا صلى العصر دخل على نسائه واحدة واحدة ، وكان - صلى الله عليه وسلم - يختم بي ، وكان إذا دخل علي وضع ركبته على فخذي ، ويديه على عاتقي ، ثم ألب فأحنى علي .

[ ص: 171 ] الرابع عشر : في حثه - صلى الله عليه وسلم - على حبها - رضي الله تعالى عنها - .

  روى أبو يعلى والبزار بسند حسن قالت : دخل علي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا أبكي ، فقال : ما يبكيك ؟ قلت : سبتني فاطمة ، فقال : يا فاطمة ، أسببت عائشة ؟ قالت : نعم ، يا رسول الله ، قال : أليس تحبين ما أحب ؟ قالت بلى ، قال : وتبغضين ما أبغض ؟ قالت بلى ! قال : فإني أحب عائشة ، فأحبيها ، قالت فاطمة : لا أقول لعائشة شيئا يؤذيها أبدا .

  الخامس عشر : في حثه إياها على انتصارها لنفسها .

  روى النسائي عن عائشة - رضي الله تعالى عنها - قالت : ما علمت حتى دخلت علي زينب وهي غضبى ، ثم قالت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أحسبك إذا قلبت لك ابنة أبي بكر ذريعتيها ، ثم أقبلت علي فأعرضت عنها حتى قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : «دونك فانتصري » فأقبلت عليها حتى رأيتها قد يبس ريقها في فمها ما ترد علي شيئا فرأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتهلل وجهه .

  وروى البخاري في الأدب عن عائشة - رضي الله تعالى عنها - قالت : «أرسل أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - فاطمة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فاستأذنت والنبي - صلى الله عليه وسلم - مع عائشة في مرطها فأذن لها ، فدخلت ، فقالت : إن أزواجك أرسلنني يسألنك العدل في بنت أبي قحافة ، قال : أي بنية : أتحبين ما أحب ؟ قالت : بلى ! قال : فأحبي هذه ، فقامت فخرجت ، فحدثتهن ، فقلن : ما أغنيت عنا شيئا فارجعي إليه ، قالت : والله لا أكلمه فيها أبدا ! فأرسلن زينب زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - فاستأذنت فأذن لها ، فقالت له ذلك ، ووقعت في زينب تسبني ، فطفقت أنظر ! هل يأذن لي النبي - صلى الله عليه وسلم - فلم أزل حتى عرفت أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يكره أن أنتصر ، فوقعت بزينب فلم أنشب أن أثخنها عليه فتبسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال : أما إنها ابنة أبي بكر ؟ وفي رواية عندها أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : «دونك فانتصري » .

 

التالي السابق


الخدمات العلمية