سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
الثامن عشر : في تقبيله - صلى الله عليه وسلم - إياها وهو صائم .

  روي عن عائشة - رضي الله تعالى عنها - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقبلها وهو صائم .

  وروي أيضا : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقبلها وهو صائم ، ويمص لسانها ، رواه ابن عدي ، وقال : قوله (يمص لسانها ) في هذا [ . . . ] .

  التاسع عشر : في استرضائه - صلى الله عليه وسلم - عائشة واعتذاره منها في بعض الأحوال والعلامة التي كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يستدل بها على غضب عائشة - رضي الله تعالى عنها - ورضاها ومتابعته - صلى الله عليه وسلم - لهواها .

  روى الإمام أحمد عن النعمان بن بشير - رضي الله تعالى عنه - قال : جاء أبو بكر يستأذن [ ص: 173 ] على النبي - صلى الله عليه وسلم - فسمع عائشة وهي رافعة صوتها على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأذن له فدخل فقال : يا ابنة أم رومان وتناولها ، أترفعين صوتك على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال فحال النبي - صلى الله عليه وسلم - بينه وبينها ، قال : فلما خرج أبو بكر جعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول لها يترضاها : ألا ترين أني قد حلت بين الرجل وبينك ، قال : ثم جاء أبو بكر فاستأذن عليه فوجده يضاحكها قال : فأذن له فدخل ، فقال له أبو بكر : يا رسول الله أشركاني سلمكما كما أشركتماني في حربكما .

    وروى ابن عساكر عن عائشة - رضي الله تعالى عنها - أنه كان بينها وبين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كلام ، فقال لها : من ترضين بيني وبينك ؟ أترضين بعمر بن الخطاب ؟

  قالت : لا ، عمر فظ غليظ ، قال - صلى الله عليه وسلم - : «أترضين بأبيك بيني وبينك ؟ قالت : نعم ، فبعث إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : إن هذه من أمرها كذا ومن أمرها كذا قالت : فقلت : اتق الله ، ولا تقل إلا حقا ! قالت : فرفع أبو بكر يده فرشم أنفي ، وقال : أنت لا أم لك يا ابنة أم رومان تقولين الحق أنت وأبوك ولا يقوله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فابتذر منخري كأنهما عزلاوان فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إن لم ندعك لهذا ! قالت : ثم قام إلى جريدة في البيت فجعل يضربني بها ، فوليت هاربة منه فلزقت برسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال - صلى الله عليه وسلم - أقسمت عليك لما خرجت فإنا لم ندعك لهذا ، فلما خرج قمت فتنحيت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقال : ادني فأبيت أن أفعل فتبسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال لها : لقد كنت من قبل شديدة اللصوق لي بظهري
.

  وروى مسلم والنسائي والدارقطني عنها - رضي الله تعالى عنها - قالت : قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إني لأعلم إذا كنت علي راضية ، وإذا كنت علي غاضبة ! فقلت : بم تعلم يا رسول الله ، قال : إذا كنت عني راضية ، قلت : لا ورب محمد ، وإذا كنت علي غضبى قلت : لا ورب إبراهيم ، قلت : صدقت يا رسول الله ، ما أهجر إلا اسمك .

 

التالي السابق


الخدمات العلمية