سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
الباب العشرون : في كونه - صلى الله عليه وسلم - لم يتزوج بكرا غيرها

  روى البخاري عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة - رضي الله تعالى عنها - قلت : يا رسول الله ، أرأيت [لو نزلت واديا وفيه شجرة قد أكل منها ، ووجدت شجرا لم يؤكل منها ، في أيها كنت ترتع بعيرك ؟ قال : في التي لم يرتع منها . يعني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يتزوج بكرا غيرها ] .

  الحادي والعشرون : في إقراره - صلى الله عليه وسلم - في بيت عائشة - رضي الله تعالى عنها - وقيامه لها حتى تنظر إلى لعب الحبشة .

  روى الترمذي والنسائي وابن عدي والإسماعيلي ، وغيرهم عن عائشة - رضي الله تعالى عنها - قالت : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالسا فسمعنا لغطا وصوت صبيان ، وفي رواية : خرج النساء والصبيان فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإذا صبيان الحبشة ترقص ، وفي لفظ : يلعبون بحرابهم في المسجد ، والصبيان حولها ، فقال : يا عائشة ، تعالي فانظري ، وعند النسائي : يا حميراء ، أتحبين أن تنظري إليهم ؟ فقلت : نعم ، فوضعت خدي على منكب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يسترني بردائه فجعلت أنظر إليهم ما بين المنكب إلى الرأس ، فقالت : فجعل يقول لي : يا عائشة ، أما شبعت ، أما شبعت ، وفي لفظ حسبك ! قلت : يا رسول الله ، لا تعجل ، فقام لي ، ثم قال : حسبك ! قلت : لا تعجل ، يا رسول الله ، إني أحب النظر إليهم وفي لفظ : أحب النظر [ ص: 175 ] إليهم ، ولكني أحببت أن يبلغ النساء مقامه لي ومكاني منه ، وفي لفظ فأقول : لا : لأنظر منزلتي عنده ، ولقد رأيته يراوح بين قدميه إذا طلع عمر فارفض الناس عنها والصبيان ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إني لأنظر إلى شياطين الإنس والجن قد فروا من عمر ، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : لا تلبث أن تصرع فصرعت في الناس فأخبروا بذلك .

  روى البرقاني عنها - رضي الله تعالى عنها - قالت : دخل علي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعندي جاريتان تغنيان بغناء بعاث فاضطجع على الفراش وحول وجهه ، ودخل أبو بكر ، فانتهرني ، وقال : مزمارة الشيطان ، عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأقبل عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : دعها فلما غفل غمزتهما فخرجتا ، وقالت : كان يوم عيد يلعب السودان بالدرق والحراب ، فلما سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : أتشتهين تنظرين ؟ فقلت : نعم ، فأقامني وراءه وهو يقول : دونكم يا بني أرفدة ، حتى إذا مللت قال : حسبك قلت : نعم .

  الثاني والعشرون : في ابتدائه - صلى الله عليه وسلم - حين أنزلت عليه آية التخيير بها وحسن جوابها .

  روى مسلم عن عائشة - رضي الله تعالى عنها - أن الله - عز وجل - أنزل الخيار فبدأ بعائشة ، وقال : إني ذاكر لك أمرا ما أحب أن تعجلي فيه حتى تأتي أبويك ، قالت : ما هو ؟ فتلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قوله تعالى يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا [الأحزاب 28 ] الآية فقالت : أفيك أستأمر أبوي بل أختار الله ورسوله . الحديث .

  وقد ذكر مطولا في الخصائص .

 

التالي السابق


الخدمات العلمية