سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
الثامن والعشرون : في نزول براءتها من السماء

  وقد ذكرت ذلك مبسوطا في الحوادث ، قال في (زاد المعاد ) : واتفقت الأمة على كفر قاذفها .

  التاسع والعشرون : في اختصاصها بعشر خصال لم يشاركها فيها امرأة من نسائه - صلى الله عليه وسلم

  - روى ابن سعد عن عائشة - رضي الله تعالى عنها - أنها قالت : فضلت على [ ص: 178 ] نساء النبي - صلى الله عليه وسلم - بعشر ، قيل : وما هن يا أم المؤمنين ؟ قالت : لم ينكح النبي بكرا قط غيري ، ولم ينكح امرأة أبواها مؤمنان مهاجران غيري ، وأنزل الله براءتي من السماء ، وجاء جبريل بصورتي من السماء في حريرة وقال : تزوجها ، فإنها امرأتك ، وكنت أغتسل أنا وهو في إناء واحد ، ولم يكن يصنع ذلك بأحد من نسائه غيري ، وكان ينزل عليه الوحي وهو معي ، ولم يكن ينزل عليه الوحي وهو مع أحد من نسائه غيري ، وقبض الله تعالى نفسه وهو بين سحري ونحري ، ومات في الليلة التي كان يدور علي فيها ، ودفن في بيتي .

  وروى أيضا عنها - رضي الله تعالى عنها - قالت : أعطيت خصالا ما أعطيتها امرأة : ملكني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا بنت سبع سنين ، وأتاه الملك بصورتي في كفه فنظر إليها ، وبنى بي لتسع سنين ، ورأيت جبريل ولم تره امرأة غيري ، وكنت أحب نسائه إليه ، وأبي أحب أصحابه إليه ، ومرض صلى الله عليه وسلم فمرضته ، وقبض ولم يشهده غيري والملائكة .

  وروى الوزير نظام الملك - رحمه الله تعالى - في أماليه عنها - رضي الله تعالى عنها - قالت : أعطيت عشر خصال لم تعطهن ذات خمار قبلي : صورت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم قبل أن أصور في رحم أمي ، وتزوجني بكرا ، ولم يتزوج بكرا غيري ، وكان ينزل عليه الوحي وهو بين سحري ونحري ، ونزلت براءتي من السماء ، وكنت أحب الناس إليه ، وخير وهو بين حاقنتي وذاقنتي ، وتوفي في يومي ، ودفن في بيتي ، كذا في هذه الرواية عشرا ولم يذكر منها إلا ثماني خصال .

  وروى أبو يعلى عنها - رضي الله تعالى عنها - قالت : لقد أعطيت سبقا لم تعطهن إلا مريم بنت عمران ، لقد نزل جبريل بصورتي في راحته ، ولقد تزوجني بكرا ، ولم يتزوج بكرا غيري ، ولقد قبض ورأسه في حجري ، ولقد قبرته وهو في بيتي ، ولقد صفت الملائكة بيتي ، وإن كان الوحي لينزل عليه ، وهو في أهله فيتفرقون عنه ، وإن كان الوحي ينزل عليه ، وإني لمعه في لحافه ، وإني لابنة خليفته وصديقه ، ولقد نزل عذري من السماء ، ولقد خلقت طيبة وعند طيب ، ولقد وعدت مغفرة ورزقا كريما .

  وروى الطبراني برجال الصحيح وابن أبي شيبة عنها - رضي الله تعالى عنها - قالت : خصال في سبع وفي لفظ : خصال في لم تكن في أحد من النساء إلا ما أتى الله مريم بنت [ ص: 179 ] عمران ، والله ما أقول هذا فخرا ، وفي لفظ ، إني لا أفتخر على أحد من صواحبي ! فقال لها عبد الله بن صفوان : وما هن يا أم المؤمنين ؟ قالت : نزل الملك بصورتي ، وتزوجني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لسبع سنين ، وأهديت إليه لتسع سنين ، وتزوجني بكرا ، ولم يشركه في أحد من الناس ، وكان الوحي يأتيه وأنا وهو في لحاف واحد ، وكنت أحب الناس إليه وبنت أحب الناس إليه ، ونزل آيات من القرآن ، وقد كادت الأمة تهلك في ، ورأيت جبريل ولم يره أحد من نسائه غيري ، وقبض في بيتي ولم يره أحد غيري وغير الملك .

 

التالي السابق


الخدمات العلمية