سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
تنبيهات :

 الأول : اختلف فيمن زوجها فروي عن سعيد بن العاص ، وروي عن عثمان بن عفان وليس بصواب ، لأن عثمان كان مقدمه من الحبشة قبل وقعة بدر ، وهي ابنة عمته ، وقال البيهقي : إن الذي زوجها خالد بن سعيد بن العاص - رضي الله تعالى عنه - وهو ابن عم أبيها ، لأن العاص بن أمية عم أبي سفيان بن حرب بن أمية ، وروى النجاشي ويحتمل أن يكون النجاشي هو الخاطب ، والعاقد إما عثمان أو خالد بن سعيد بن العاص على ما تضمنه الحديث السابق ، وقيل : عقد عليها النجاشي وكان قد أسلم ، وقيل : إنما تزوجها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عند مرجعها من الحبشة ، والأول أثبت من ذلك كله .

  وروي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث عمر بن أمية الضمري إلى النجاشي ليخطبها عليه فزوجه إياها ، وأصدقها أربعمائة دينار ، وبعث بها مع شرحبيل بن حسنة - رضي الله تعالى عنه - فجاءه - صلى الله عليه وسلم - بها ، فيحتمل أنه - صلى الله عليه وسلم بعث عمرا للخطبة ، وشرحبيل لحملها إليه ، وكان ذلك في سنة سبع من الهجرة ، وكان أبوها حال نكاحها بمكة مشركا محاربا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم .

  الثاني : روى ابن حبان عن عائشة - رضي الله تعالى عنها - قالت : هاجر عبيد الله بن جحش بأم حبيبة بنت أبي سفيان وهي امرأته إلى أرض الحبشة ، فلما قدم أرض الحبشة مرض ، فلما حضرته الوفاة أوصى إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فتزوج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أم حبيبة ، [ ص: 197 ] وبعث معها النجاشي شرحبيل بن حسنة - رضي الله تعالى عنه - وفي هذا إشكالان أحدهما : في الاسم ، فإن المشهور أنه عبيد الله بالتصغير ، كما تقدم ذكره وأنه تنصر .

  ثانيهما : أن عبيد الله ثبت على إسلامه حتى استشهد بأحد - رضي الله تعالى عنه - .

  الثالث : روى مسلم عن ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما -[قال : كان المسلمون لا ينظرون إلى أبي سفيان ولا يقاعدونه . فقال للنبي صلى الله عليه وسلم : يا نبي الله ! ثلاث أعطنيهن . قال «نعم » قال : عندي أحسن العرب وأجمله ، أم حبيبة بنت أبي سفيان ، أزوجكها . قال «نعم » قال : ومعاوية ، تجعله كاتبا بين يديك . قال «نعم » . قال : وتؤمرني حتى أقاتل الكفار ، كما كنت أقاتل المسلمين . قال «نعم » .

  قال أبو زميل : ولولا أنه طلب ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم ، ما أعطاه ذلك . لأنه لم يكن يسأل شيئا إلا قال «نعم » ]
.

  الرابع : في بيان غريب ما سبق : أكب : [أقبل عليه وشغل به ] .

  ما شعرت [ . . . ] .

  لا يقرع أنفه [أي أنه كفء كريم لا يرد ] .

[ ص: 198 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية