سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
الثامن - في وصفه - - صلى الله عليه وسلم - زينب بأنها أواهة وزهدها ، وورعها - رضي الله تعالى عنها

  روى الطبراني عن راشد بن سعد ، قال : دخل علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منزله ومعه عمر بن الخطاب فإذا هو بزينب تصلي وهي تدعو في صلاتها ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : «إنها لأواهة » .

  وروى أبو عمر عن عبد الله بن شداد أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم قال لعمر بن الخطاب - : «إن زينب بنت جحش أواهة » فقال رجل : يا رسول الله ، ما الأواه ؟ قال : الخاشع المتضرع ، (وإن ) إبراهيم لحليم أواه ، وروى ابن سعد عن ميمونة بنت الحارث أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم قال - : إنها أواهة قالت عائشة : لقد ذهبت حميدة فقيدة مفرع اليتامى والأرامل .

[ ص: 204 ] وروى ابن الجوزي عن عبد الله بن رافع عن برزة بنت رافع قالت : لما جاءنا العطاء بعث عمر إلى زينب بنت جحش بالذي لها ، فلما دخل عليها قالت : غفر الله لعمر ، لغيري من أخواتي كان أقوى على قسم هذا ؟ قالوا : هذا كله لك ، قالت : سبحان الله ، واستترت منه بثوب ، وقالت : صبوه واطرحوا عليه ثوبا ، ثم قالت لي : أدخلي يدك واقبضي منه قبضة ، فاذهبي بها إلى بني فلان وبني فلان من ذوي رحمها وأيتامها ففرقته حتى ما بقي منه بقية تحت الثوب فقالت لها برزة بنت رافع : غفر الله لك يا أم المؤمنين ! والله ، لقد كان لنا في هذا حظ ، قالت : فلكم ما تحت الثوب ، فوجدنا تحته خمسة وثمانين درهما ، ثم رفعت يديها إلى السماء ، وقالت : اللهم ، لا يدركني عطاء عمر بعد عامي هذا فماتت .

التالي السابق


الخدمات العلمية