سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
الباب التاسع في بعض فضائل أم المؤمنين زينب بنت خزيمة الهلالية - رضي الله تعالى عنها -

  وفيه أنواع :

    الأول - في نسبها - تقدم نسب أبيها .

  الثاني - في تزويج النبي - صلى الله عليه وسلم - بها .

  قال الزهري : كانت قبله تحب عبد الله بن جحش ، فقتل عنها يوم أحد ، وقال قتادة بن (أمامة ) : كانت قبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عند الطفيل بن الحارث . رواهما ابن أبي خيثمة ولما خطبها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جعلت أمرها إليه ، فتزوجها ، وأشهد ، وأصدقها اثنتي عشرة أوقية وكساء . وروى الطبراني برجال الصحيح عن ابن إسحاق - رحمه الله تعالى - قال : تزوج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زينب بنت خزيمة الهلالية أم المساكين كانت قبله عند الحصين أو عند الطفيل بن الحارث بالمدينة ، وهي أول نسائه موتا . وقال ابن الكلبي : كانت عند الطفيل بن الحارث ، فطلقها ، فتزوجها أخوه عبيدة ، فقتل يوم بدر شهيدا ، ثم حلف عليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل أن يتزوج أختها لأمها ميمونة كذا قال ابن الكلبي ، في رمضان على رأس أحد وثلاثين شهرا بعد حفصة . قال ابن سعد : ماتت قبل أن يتزوج النبي - صلى الله عليه وسلم - أم سلمة وأسكن أم سلمة في بيتها .

الثالث - في تكنيتها بأم المساكين .

  روى الطبراني برجال ثقات عن الزهري - رضي الله تعالى عنه قال - : تزوج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زينب بنت خزيمة وهي أم المساكين سميت بذلك ، لكثرة إطعامها المساكين ، وتوفيت ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - حي .

  وقال محمد بن إسحاق - رحمه الله تعالى - : تزوج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زينب بنت خزيمة الهلالية .

  وقال ابن أبي خيثمة : كانت تسمى أم المساكين في الجاهلية ، وأرادت أن تعتق جارية لها سوداء ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ألا تفدي أخاك أو أختك من رعاية الغنم ؟ .

[ ص: 206 ] الرابع : في وفاتها - رضي الله تعالى عنها -

  قال الزهري ، وقتادة : لم تلبث عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا يسيرا وتوفيت بالمدينة ، والنبي - صلى الله عليه وسلم - حي ، وقد مكثت عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثمانية أشهر ، وقيل : شهرين وقيل : ثلاثة . والصحيح أنها ماتت في ربيع الأول ، وقيل : الآخر سنة أربع ، ودفنت بالبقيع - رضي الله تعالى عنها - وقد بلغت ثلاثين سنة أو نحوها . وأورد ابن منده في ترجمتها حديثا «أولكن لحاقا بي أطولكن يدا » ، وتعقبوه بأن المراد بذلك زينب بنت جحش ، لأنه المراد . بلحوقهن به موتهن بعده ، وهذه ماتت في حياته .

[ ص: 207 ]  

التالي السابق


الخدمات العلمية