سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
الباب الرابع عشر في ذكر من عقد عليها ولم يدخل بها - صلى الله عليه وسلم -

  على خلاف في بعضهن ، هل هي ممن عقد عليها أم لا ؟ والكلام في ذلك طويل الذيل ، والخلاف فيه منتشر ، حتى قال في زاد المعاد بعد أن ذكر النسوة اللاتي دخل بهن : وأما من خطبها ولم يتزوج بها فنحو أربع أو خمس . قال الحافظ الدمياطي : هن ثلاثون امرأة ، وأهل السير وأحواله لا يعرفون هذا بل ينكرونه ، والمعروف عندهم أنه بعث إلى الجونية ليتزوجها ، فدخل عليها ليخطبها ، فاستعاذت منه ، فأعاذها ولم يتزوجها ، وكذلك الكلابية ، وكذلك من رأى بكشحها بياضا ، فلم يدخل بها ، والتي وهبت نفسها له فزوجها غيره على سور من القرآن ، هذا هو المحفوظ ، وإذا علم ذلك فأذكر ما وقفت عليه منهن .

  الأولى : هي خولة بنت الهزيل بن الهبيرة بن قبيصة بن الحارث بن حبيب بن حرفة بن ثعلبة بن بكر بن حبيب بن عمرو بن ثعلبة الثعلبية ، تزوجها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما ذكره الجرجاني النسابة وهلكت في الطريق قبل أن تصل إليه كما نقله أبو عمر بن عبد البر عن الجرجاني النسابة وذكرها أيضا المفضل بن غسان الغلائي بغين معجمة مفتوحة ، فتحتية ، فلام على الصحيح في تاريخه عن علي بن صالح عن علي بن مجاهد ، فذكر مثل ما تقدم وزاد ، فحملت إليه من الشام ، فماتت في الطريق ، وأمها خرنق بنت خليفة ، أخت دحية الكلبي .

  الثانية : عمرة بنت يزيد بن الجون الكلابية وقيل عمرة بنت يزيد بن عبيد بن أوس بن كلاب الكلابية ، قال أبو عمر : وهذا أصح ، تزوجها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتعوذت منه حين دخلت عليه ، فقال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم : لقد عذت بمعاذ ، فطلقها ، ثم أمر أسامة بن زيد فمتعها بثلاثة أثواب قال أبو عمر : هكذا روي عن عائشة رضي الله عنها .

  قال قتادة : كان ذلك في امرأة من سليم ، وقال عبيدة : كان ذلك لأسماء بنت النعمان ابن الجون ، وهكذا ذكره ابن قتيبة ، وقال في عمرة هذه : إن أباها وضعها للنبي - صلى الله عليه وسلم - ثم قال : وأزيدك أنها لم تمرض قط ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما لهذه عند الله من خير .

  وروى الطبراني برجال ثقات غير شيخه القاسم بن عبد الله ، وهو ضعيف ، وقد وثق عن سهل بن حنيف - رضي الله تعالى عنه - قال : فارق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخت بني عمرو بن كلاب وأخت بني جون الكندية من أجل بياض كان بها .

  وروى الطبراني برجال ثقات عن عثمان بن أبي سليمان - رحمه الله تعالى - أن [ ص: 222 ] رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نكح امرأة من كندة ولم يجامعها ، فتزوجت بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ففرق عمر بينهما ، وضرب زوجها ، فقالت : اتق الله ، يا عمر إن كنت من أمهات المؤمنين ، فاضرب علي الحجاب ، وأعطني مثل ما أعطيتهن ، قال : أما هنالك فلا ، قالت : فدعني أنكح ، قال : لا ، ولا نعمة ! ولا أطمع في ذلك أحدا .

  وروى ابن أبي خيثمة ، والإمام أحمد عن ابن أسيد - رضي الله تعالى عنه - قال : خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى انتهينا إلى حائط يقال له الشوط فجئنا حتى انتهينا إلى حائطين جلسنا بينهما ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : اجلسوا ها هنا ودخل هو فأتى بالجونية ، فأنزلت في بيت أميمة بنت النعمان ، ومعها دايتها حاضنة لها ، فلما دخل عليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : هيئي نفسك لي ، قالت : وهل تهب الملكة نفسها للسوقة فأهوى بيده يضع يده عليها لتسكن فقالت : أعوذ بالله منك ! قال : عذت بمعاذ ، ثم خرج علينا فقال : يا أبا أسيد ، اكسها رازقين ، وألحقها بأهلها . رواه البخاري تعليقا .

  وروي عن عروة عن عائشة - رضي الله تعالى عنها - قالت : إن عمرة بنت الجون تعوذت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين أدخلت عليه ، قالت : إني أعوذ بالله منك ، فقال : لقد عذت بمعاذ ، فطلقها ، وأمر أسامة أو النساء بثلاثة أثواب وأوقية ، وقيل : إنه بلغه أن بها بياضا ، فطلقها ولم يدخل بها .

  وروى البخاري وأبو داود عنها أن ابنة الجون لما دخلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ودنا منها قالت : أعوذ بالله منك ! فقال : «لقد عذت بعظيم ، الحقي بأهلك » .

  الثالثة : أسماء بنت الصلت جزم بها الحافظ مغلطاي في الإشارة . وقال في الزهد وذكر الحاكم في الإكليل أنه تزوجها ولم يدخل بها ، وقال الحافظ قطب الدين الحلبي في - المورد العذب - : ذكرها أحمد بن صالح من أزواجه - صلى الله عليه وسلم - قال القطب : وذكرها الحاكم ، وقال : من بني حرام ، بحاء مهملة مفتوحة فراء ، من بني سليم ، بضم السين المهملة وفتح اللام وسكون التحتية ، لم يدخل بها ، وقال الحافظ أبو الفضل بن حجر في القسم الرابع في - الإصابة - فيمن ذكر في الصحابة غلطا ، انفرد قتادة بتسميتها أسماء وإنما اسمها سنا بنت أسماء ، قلت : وفي ذلك نظر ! قال قتادة : وذكر أسماء وسنا كما رواه ابن عساكر عنه ، وتابع قتادة الحافظ أحمد بن صالح المصري ، وناهيك به اتفاقا على الأولى .

[ ص: 223 ]   الرابعة : أسماء بنت كعب الجونية فلم يدخل بها وجرى على ذلك في المورد والزهد ، وقال الحافظ ابن حجر في الإصابة : أسماء بنت كعب تأتي في أسماء بنت النعمان ، وكأنها عنده واحدة ، ولم يذكر في ترجمة ابنة النعمان أنه يقال لها : ابنة كعب ، ولا ذكر ذلك في نسب أبيها في ترجمته والظاهر أن ابنة كعب غير ابنة النعمان ، وإن كان كل منهما من بني الجون ، والجون يأتي ضبطه .

  الخامسة : أسماء بنت النعمان بن الجون ، ويقال : ابن أبي الجون بن شرحبيل ، قال الحافظ ابن حجر في - الإصابة - : وقيل : بنت النعمان بن الأسود إلى آخره ، وجرى على ذلك في العيون ، فعلى ما في المورد فالأسود على القول الثاني أبوها ، وعلى ما في الإصابة جدها ، قال الحافظ أبو الفتح اليعمري في العيون : ولا أراها والتي قبلها إلا واحدة . قال الحافظ أبو عمرو بن عبد البر : أجمعوا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تزوجها ، واختلفوا في قصة فراقها ، فروى ابن أبي خيثمة عن قتادة – رحمة الله عليه - قال : تزوج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أهل اليمن أسماء بنت النعمان من بني الجون ، فلما دخلت عليه ، دعاها فقالت : تعال أنت ، وأبت أن تجيء .

  وروى بعضهم أنها قالت : أعوذ بالله منك قال : لقد عذت بمعاذ ، فقد أعاذك الله ، فطلقها ، وهذا باطل . إنما قال هذا لامرأة من بني سليم سيأتي فيها ، وأعرب صاحب الزهد فقال : إن آمنة بنت الضحاك الغفارية وجد بكشحها بياضا ، ويقال : هي آمنة بنت الضحاك الكلابية فزاد آمنة ثانية ، ولا ذكر لهما في كتب الصحابة .

  وقيل : كان لها وضح كوضح العامرية ، ففعل بها كما فعل بالعامرية ، أي كما سيأتي ، ثم روي مثله عن أبي عبيدة معمر بن المثنى ، وزاد أبو عبيدة : فكانت تسمي نفسها الشقية .

  وقال آخرون : إن هذه التي عاذت بالله من النبي - صلى الله عليه وسلم - من سبي بني النضير يوم ذات السقوف .

  قال أبو عبيدة : كلتاهما عاذتا بالله .

  السادسة : آمنة ، ويقال لها : فاطمة بنت الضحاك بن سفيان ، جزم بها في الإشارة ، ونقل في الزاهر وصاحب المورد اللفظ الثاني ، عن أحمد بن محمد بن النقيب التكريتي أنه قال في كتابه «العين » : كتاب في علم الأنساب قال كعب بن يزيد الأنصاري : إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تزوج امرأة من بني غفار ، فلما أراد الدخول بها وجد بكشحها بياضا .

  وروى الإمام أحمد وابن أبي خيثمة عن زيد بن كعب بن عجرة أن امرأة من غفار تزوجها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فوجد بكشحها بياضا ، فقال : الحقي بأهلك ، ولم يأخذ مما آتاها شيئا .

[ ص: 224 ] وروى الطبراني بسند ضعيف عن سهل بن سعد - رضي الله تعالى عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تزوج امرأة من أهل البادية فوجد بكشحها بياضا ، ففارقها قبل أن يدخل بها ، وكان يقال لها آمنة بنت الضحاك وقيل : بل هي أسماء بنت النعمان ، من بني كلاب ، قلت : هذا الكلام غير محرر ، فإن بني كلاب وبني غفار غيران ولم أجد لآمنة بنت الضحاك ذكرا فيما وقفت عليه من كتب الصحابة ، والله أعلم .

  السابعة : أميمة بنت شراحبيل .

  روى البخاري عن أبي أسيد سهل بن سعد الساعدي - رضي الله تعالى عنه - قال : تزوج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أميمة بنت شراحبيل ، فلما دخلت عليه بسط يده إليها فكأنها كرهت ذلك ، فأمر أبا أسيد أن يكسوها ثوبين رازقيين قلت : ذكر أميمة بنت شراحبيل في أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - مغلطاي في الإشارة والزهد ، والقطب الحلبي في المورد ، وأبو الفتح بن سيد الناس في «العيون » وأغرب الحافظ ابن حجر في الإصابة فزعم أن أميمة بنت شراحبيل هي ابنة النعمان بن شراحبيل ولم يذكر لذلك مستندا ، بل حديث أبي أسيد يرد عليه ، فإنه فيه أنها نزلت في بيت في محل أميمة بنت النعمان بن شراحبيل إلى آخره ، فكيف يكونان واحدة ؟ والظاهر أن ابنة شراحبيل عمة ابن النعمان ، ولم أر من فيه على ذلك والحق أحق أن يتبع .

  الثامنة : أم حرام كذا في حديث سهيل بن حنيف - رضي الله تعالى عنه - ولم يزد .

  التاسعة : سلمى بنت نجدة - بالنون والجيم كما في الإشارة والزهد بخط مغلطاي وقال في المورد بنت عمرة بن الحارث اللبيبة . ونقل عن أبي سعيد عبد الملك النيسابوري في كتابه «شرف المصطفى » أنه قال : إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نكحها فتوفي عنها ، وأبت أن تتزوج بعده ، قلت : ولم أر لها ذكرا فيما وقفت عليه من كتب الصحابة .

  العاشرة : سبا بنت سفيان بن عوف بن كعب بن أبي سفيان بن أبي بكر بن كلاب ، ذكرها ابن سعد عن نافع عن ابن عمر ، ذكرها في المورد ، ولم يزد .

  قلت : وهي بالموحدة بعد السين المهملة ، قال الحافظ في الإصابة : سبا بنت سفيان ، ويقال : بنت الصلت الكلابية تأتي في سنا بالنون .

  الحادية عشرة : سنا بفتح السين المهملة ، وتخفيف النون بنت أسماء بنت الصلت بن حبيب بن جابر بن حارثة بن هلال بن حرام بن سماك بن عفيف بن امرئ القيس بن سليم السلمية ، ذكرها أبو عبيدة معمر بن المثنى فيما رواه أبو خيثمة عنه وابن حبيب فيمن تزوجها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وطلقها قبل أن يدخل بها ، وقال أبو عبيدة : وهي عمة عبد الله بن خازم بمعجمتين ، ابن أسماء بن الصلت أمير خراسان ونقل أبو عبيدة أن بعضهم سماها وسنا بزيادة [ ص: 225 ] واو ، ونسبها ابن حبيب إلى جدها فزعم أنها بنت الصلت ، وأن أسماء أخوها لا أبوها وبالأول جزم ابن إسحاق وجماعة ، رجحه ابن عبد البر وحكى الرشاطي عن بعضهم أن سبب موتها أنها لما بلغها أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تزوجها سرت بذلك حتى ماتت من الفرح .

  وروى ابن أبي خيثمة عن أبي عبيدة معمر بن المثنى قال : زعم حفص بن النضير السلمي وعبد القاهر بن السري السلمي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تزوج أسماء بنت سنان بن الصلت فماتت قبل أن يدخل بها ، قال : كذا قالا ، وخالفهما قتادة ، فقال : تزوج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسماء بالميم بنت الصلت من بني حرام بن سليم ، فلم يدخل بها قلت : إن صح ما قالاه ، وما قاله ، فالتي بالنون بنت أخي التي بالميم .

  الثانية عشرة : الشاة

  روى المفضل بن غسان العلائي في تاريخه من طريق سيف بن عمر عن أبي عمر عثمان بن مقسم عن قتادة قال : تزوج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خمس عشرة امرأة ، فدخل بثلاث عشرة ثم قال : وأما الثلاث عشرة اللاتي بنى بهن ، فخديجة إلى أن قال : ميمونة بنت الحارث إلى آخره وأم شريك بنت جابر بن حكيم إحدى بني معيص ، إلى أن قال : والشاة بنت رفاعة هؤلاء من بني كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة من بني رفاعة من بني قريظة ، فأصيبوا معهم يوم أصيبوا فانقرضوا ، ثم قال : وأما الشاة حين خير نساءه بين الدنيا والآخرة ، فاختارت بعد أن تتزوج بعد ، فطلقها إلى آخره ، وظاهر كلام قتادة أن هذه بنى بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولم أقف لها على ذكر فيما وقفت عليه من كتب الصحابة حتى ولا في الإصابة - لشيخ الإسلام ابن حجر مع سعة اطلاعه ، وعثمان بن مقسم متروك .

  الثالثة عشرة : شراق ، بفتح الشين المعجمة ، وتخفيف الراء ، وبالقاف ، بنت خليفة الكلبية أخت دحية ، تزوجها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فماتت في الطريق قبل وصولها إليه . كما روى المفضل بن غسان العلائي عن علي بن مجاهد وابن سعد عن هشام وابن الكلبي عن شرقي بن قطامي بفتح القاف وتخفيف الطاء المهملة وبعد الألف ميم فتحتية مخففة ، وجزم بذلك أبو عمر .

  وروى الطبراني ، وأبو نعيم ، وأبو موسى المديني في ترجمتها من طريق جابر الجعفي عن أبي مليكة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خطب امرأة من بني كلب ، فبعث عائشة تنظر إليها ، فذهبت ثم رجعت ، فقال : ما رأيت ؟ قالت : ما رأيت طائلا ، قال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : «لقد رأيت خالا بخدها اقشعرت كل شعرة منك » فقالت : ما دونك سر .

  الرابعة عشرة : الشنبا في نسختي من المورد بشين معجمة ، فنون فموحدة فألف تأنيث ، [ ص: 226 ] وفي النسخة التي وقفت عليها من مقدمات ابن رشد ، الشيبا . بفتح الشين المعجمة ، فتحتية ، وفي نسخة أخرى كذلك ، وفي نسخة ثالثة صحيحة كما في نسختي من المورد .

  وروى ابن عساكر من طريق سيف بن التميمي ، والفضل بن غسان العلائي في تاريخه من طريق عثمان بن مقسم عن قتادة ، قال : تزوج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خمس عشرة ، فدخل بثلاث عشرة ، وجمع بين إحدى عشرة ، فأما اللتان كملتا خمس عشرة فهما عمرة والشنبا ، قال : وأما الشنبا فإنها لما أدخلت عليه لم تكن باليسيرة فانتظر اليسر ، ومات إبراهيم ابن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على إثر ذلك ، فقالت : لو كان نبيا ما مات أحب الناس إليه وأعزه عليه ، فطلقها ، وأوجب لها المهر ، وحرمت على الأزواج . ذكر ذلك بحروفه ابن رشد في السيرة النبوية (في ) آخر كتابه - المقدمات - وقال أبو جعفر محمد بن جرير : قال بعضهم : تزوج الشنبا بنت عمرو الغفارية ، وقيل كانت كتابية فحركت حين دخلت عليه ، فذكر ما تقدم فأفاد ابن جرير أن اسم أبيها عمرو ، وأنها غفارية وكتابية ، وهي مما فات الحافظ ابن حجر في الإصابة .

  الخامسة عشرة : العالية ، بعين مهملة ، وكسر اللام ، وبالتحتية بنت ظبيان بظاء معجمة ، فموحدة ساكنة ، فتحتية فألف ، فنون ، ابن عمرو بن عوف بالفاء ابن عمرو بن كعب بن أبي بكر بن كلاب الكلابية ، هكذا سماها الزهري ورواه عنه الطبراني برجال الصحيح ، قال أبو عبيدة هند بنت يزيد بن القرطاب من بني بكر بن كلاب أرسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبا أسد يخطبها عليه ، فزوجها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقدم بها ولم يكن رآها ، فلما اهتداها رأى بها بياضا فطلقها ، وقال قتادة : بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبا أسيد الساعدي إلى امرأة من بني كلاب يخطبها عليه ، ولم يكن رآها فأنكحها إياه أبو أسيد قبل أن يراها ، ثم جهزها ، فقدم بها عليه ، فلما اهتداها رأى بها بياضا فطلقها .

  رواها ابن أبي خيثمة فيمن رحل بها ، وروى ابن أبي خيثمة هي العالية بنت ظبيان بن عمرو بن عوف بن كعب بن عبد الله بن أبي بكر بن كلاب فيما بلغني .

  وروى ابن أبي خيثمة عن أبي الوليد بن شجاع عن الليث عن عقيل عن ابن شهاب الزهري ، قال : تزوج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - العالية امرأة من بني بكر بن كلاب ، فخطبها ثم طلقها .

  وروى أيضا عن يونس بن يزيد الأيلي عن الزهري قال : فارق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخت [ ص: 227 ] بني عمرو بن كلاب ، فقال ابن أبي خيثمة كذا قال : بني عمرو ، قال ابن سعد : أنبأنا هشام بن محمد بن السائب ، حدثني رجل من بني أبي بكر بن كلاب أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تزوج العالية بنت ظبيان بن عمرو بن كعب بن عمرو بن عوف بن كعب بن أبي بكر بن كلاب ، فمكثت عنده دهرا ثم طلقها ، قال أبو عمر : ومقتضى هذا أن تكون ممن دخل بها .

  وروى الطبراني برجال ثقات إلا شيخه القاسم بن عبد الله الأخميمي ، وهو ضعيف ، وقد وثق ، وبقية رجاله ثقات عنه ورواه برجال ثقات عن يحيى بن أبي بكر عن سهل بن حنيف - رضي الله تعالى عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طلق العالية بنت ظبيان .

  وروى أبو القاسم الطبراني عن الزهري عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف فذكر حديثا طويلا وفيه : وطلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - العالية بنت ظبيان وفارق أخت بني عمرو بن الجون الكندية من أجل بياض كان بها .

  قال الزهري : وبلغنا أنها تزوجت قبل أن يحرم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بنسائه ونكحت ابن عمها من قومها ، وولدت فيهم . ورواه ابن جعفر محمد بن عثمان بن أبي شيبة في تاريخه ، قال : أنبأنا المنجاب بن الحارث أنبأنا أبو عامر الأسدي حدثنا زمعة بن صالح عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب . وزاد وسبى جويرية بنت الحارث وصفية بنت حيي ، فكانتا مما أفاء الله عليه ، فقسم لهما ، وهما من زوجاته .

  ورواه ابن منده قال : أنبأنا الحسن بن محمد بن حكيم المروزي أنبأنا أبو الموجه محمد بن عمر بن الموجه الفزاري ، أنبأنا عبد الله بن عثمان ، أنبأنا عبد الله بن المبارك ، أنبأنا ابن شريك عن ابن شهاب الزهري .

  ورواه يعقوب بن سفيان عنه وزاد ودخل بها . وروى البيهقي عنه أنه لم يدخل بها وهذه الرواية هي الموافقة لكلام غيره .

  السادسة عشرة : عمرة بنت معاوية الكندية .

  روى أبو نعيم عن علي بن الحسين بن علي - رضي الله تعالى عنهم - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تزوجها .

  وقال أيضا عن الشعبي قال : تزوج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعدها مات [ . . . ] .

  السابعة عشرة : عمرة بنت يزيد إحدى بنات بني بكر بن كلاب من بني الوحيد وكانت تزوجت الفضل بن العباس بن عبد المطلب وطلقها ثم طلقها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل أن يدخل بها ، ذكره ابن إسحاق في رواية يونس بن بكير ، وقيل في نسبها : [ ص: 228 ] عمرة بنت يزيد بن عبيد بن أوس ، وقال أبو عمر بن عبد البر : تزوجها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فبلغه أن بها بياضا ، فطلقها ولم يدخل بها .

  وقيل : إنها التي تزوجها فتعوذت منه فطلقها ، وأمر أسامة أن يمتعها بثلاثة أثواب .

  وذكرها الرشاطي وقال : إن أباها وصفها ، وقال : وأزيدك أنها لم تمرض أبدا ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : «ما لهذه عند الله من خير ، فطلقها » ، ولم يبن بها .

  الثامنة عشرة : عمرة بنت يزيد الغفارية

  روى ابن عساكر من طريق سيف بن عمر عن سعيد بن أبي عروة عن قتادة أنها لما دخلت عليه ، وجردها للنساء ، رأى بها وضحا فردها ، وأوجب لها المهر ، وحرمت على من بعده .

  التاسعة عشرة : غزية ، بضم الغين المعجمة وبفتح الزاي ، وتشديد التحتية وغزيلة بالتصغير وباللام هي أم شريك .

 

التالي السابق


الخدمات العلمية