سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
الباب الخامس في بعض فضائل أبي بكر وعمر وعثمان - رضي الله تعالى عنهم - على سبيل الاشتراك

  روى أبو يعلى برجال الصحيح غير القابعي فإنه متهم عن عائشة - رضي الله تعالى عنها - قالت : لما أسس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مسجد المدينة جاء بحجر فوضعه ، وجاء أبو بكر بحجر فوضعه ، وجاء عمر بحجر فوضعه ، وجاء عثمان بحجر فوضعه ، قالت : فسئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : «هذا أمر الخلافة بعدي . ورواه الطبراني عن جرير وذكر أن ذلك في مسجد قباء ، وأن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر الثلاثة بوضع الحجر » .

  وروى البزار برجال الصحيح والطبراني عن ابن عمر - رضي الله تعالى عنهما - قال : كنا نقول في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبو بكر وعمر وعثمان يعني في الخلافة ، وهو في الصحيح خلا قوله «في الخلافة » .

  وروى البزار من طريق نوفل بن إسماعيل وثقه ابن معين وابن حبان وضعفه البخاري ، وحسنه الحافظ في زوائد البزار ، عن سفينة ، والإمام أحمد وابن منده عن أعرابي ، والطبراني في الكبير - عن أسامة بن شريك وابن منده وابن نافع عن جبير وابن عساكر عن ابن عمر وأبي أميمة والشيرازي في الألقاب - وابن منده وقال غريب وابن عساكر عن عرفجة الأشجعي قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : «رأيت كأن ميزانا أدلي من السماء فوزنت بأبي بكر ، ثم وزن أبو بكر » ، وفي لفظ «وزنت في كفة » أو «وضعت في كفة » فرجحت بأمتي ، ثم وضع أبو بكر وفي لفظ «ثم وزن » وفي لفظ ووضع أبو بكر مكاني فرجح بأمتي ، ثم وضع عمر مكانه فرجح ، ثم وضع عثمان مكانه فرجح ، ثم وضع الميزان وفي لفظ «أن أناسا من أصحابي وزنوا الليلة وفي لفظ «وزن أصحابي الليلة ، فوزن أبو بكر ثم عمر ثم عثمان » ، وفي لفظ «فوزن أبو بكر فوزن ، ثم عمر فوزن ، ثم عثمان فوزن » ، وفي لفظ فخف وهو رجل صالح ، وفي لفظ : «ثم وزن أبو بكر بعمر فرجح أبو بكر ، ثم وزن عمر بعثمان فرجح الميزان فاستهلها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقوة الخلافة ثم يؤتي الله الملك من يشاء .

  روى ابن النجار عن أنس - رضي الله تعالى عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : أبو بكر وزيري يقوم مقامي ، وعمر ينطق بلساني ، وأنا من عثمان وعثمان مني ، كأني بك يا أبا بكر تشفع لأمتي » .

[ ص: 249 ] وروى الإمام أحمد والبخاري وأبو داود والترمذي عن أنس والإمام أحمد وعبد بن حميد ، والعقيلي ، وابن حبان ، والطبراني والضياء عن سهل بن سعد ، والترمذي عن عثمان بن عفان ، وأبو يعلى والترمذي وقال حسن والنسائي عن عثمان - رضي الله تعالى عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : «اثبت » وفي لفظ «اسكن » أحد فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان .

  وروى ابن عدي في الكامل ، والحاكم عن سفينة ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : هؤلاء ولاة الأمر بعدي يعني أبا بكر وعمر وعثمان .

  وروى أبو نعيم في فضائل الصحابة والخطيب وابن عساكر عن ابن عمر - رضي الله تعالى عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : «يا بلال ، ناد في الناس بأن الخليفة بعدي أبو بكر ، يا بلال ، ناد في الناس بأن الخليفة بعدي أبو بكر وعمر ، يا بلال ، ناد في الناس أن الخليفة بعدي عمر وعثمان ، يا بلال ، امض أبى الله إلا ذلك » .

  وروى الطبراني برجال وثقوا غير مطلب بن شقيب عن عبد الله بن عمرو - رضي الله تعالى عنهما - قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : يكون من بعدي اثنا عشر خليفة منهم أبو بكر الصديق لا يلبث بعدي إلا قليلا ، وصاحب رحى دارة العرب يعيش حميدا ويموت شهيدا ، فقال رجل : من هو يا رسول الله ؟ قال : عمر بن الخطاب ، ثم التفت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى عثمان بن عفان ، فقال : يا عثمان ، إن ألبسك الله تعالى قميصا فأرادك الناس على خلعه فلا تخلعه ، فوالله لئن خلعته لا ترى الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط .

  وروى البزار والطبراني من طريق عتبة بن عمر عن أنس - رضي الله تعالى عنه - قال : جاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فدخل إلى البستان ، فجاء آت يدق الباب ، فقال : يا أنس قم فافتح له الباب وبشره بالجنة وبالخلافة من بعدي ، قلت : يا رسول الله ، أعلمه ، قال : أعلمه ، فإذا أبو بكر ، فقلت له : أبشر بالجنة وبالخلافة بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : ثم جاء آت ، فدق الباب ، فقال : يا أنس ، قم فافتح له وبشره بالجنة والخلافة من بعد أبي بكر ، قلت : يا رسول الله أعلمه ، قال : أعلمه ، فخرجت ، فإذا عمر ، فقلت له : أبشر بالجنة وبالخلافة من بعد أبي بكر ، قال : ثم جاء آت فدق الباب ، فقال : قم يا أنس ، فافتح له وبشره بالجنة وبالخلافة من بعد عمر وأنه مقتول ، قال : فخرجت فإذا عثمان ، فقلت له : أبشر بالجنة وبالخلافة من بعد عمر وإنك مقتول ، فاسترجع فدخل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : يا رسول الله ، لمه والله ما لقيت ولا تمنيت ، ولا مسست فرجي بيميني منذ بايعتك ، قال : هو ذاك يا عثمان وأمره أن يكف .

  ورواه أبو يعلى من طريق الصقر بن عبد الرحمن وهو تالف والطبراني من طريق [ . . . . ] .

[ ص: 250 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية