سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
الباب السادس في بعض فضائل أبي بكر وعمر وعلي - رضي الله تعالى عنهم -

  روى البزار بسند ضعيف عن حذيفة - رضي الله تعالى عنه - قال : قالوا : يا رسول الله ، ألا تستخلف علينا ؟ قال : إن أستخلف عليكم فتعصون خليفتي ، عذبتم فقالوا : ألا تستخلف أبا بكر ، قال : إن استخلفتموه تجدوه ضعيفا في بدنه قويا في أمر الله ، فقالوا : ألا تستخلف عمر ؟ قال : «إن استخلفتموه تجدوه قويا في بدنه ، قويا في أمر الله » ، قالوا : ألا تستخلف عليا قال : «إن استخلفتموه يسلك بكم الطريق المستقيم ، وتجدوه هاديا مهديا » .

  وروى الإمام أحمد والطبراني والبزار ورجال البزار ثقات عن علي - رضي الله تعالى عنه - قال : قيل : يا رسول الله ، من نؤمر بعدك قال : إن تؤمروا أبا بكر تجدوه أمينا زاهدا في الدنيا راغبا في الآخرة ، وإن تؤمروا عمر تجدوه قويا أمينا ، لا تأخذه في الله لومة لائم ، وإن تؤمروا عليا - ولا أراكم فاعلين تجدوه هاديا مهديا يأخذكم الطريق المستقيم » .

  وروى الحاكم وتعقب والطبراني في الكبير والخطيب وابن عساكر عن حذيفة عن علي - رضي الله تعالى عنه - وابن عساكر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : إن أستخلف عليكم خليفة فتعصوه ، ينزل العذاب ، قالوا : لو استخلفت علينا أبا بكر ، قال : إن (أستخلفه ) عليكم تجدوه قويا في أمر الله ضعيفا في جسمه وفي لفظ : «إن وليتموها أبا بكر فزاهد في الدنيا راغب في الآخرة وفي جسمه ضعف وفي لفظ : «إن تولوا أبا بكر ، تولوا أمينا مسلما ، قويا في أمر الله ، ضعيفا في أمر نفسه » . وفي لفظ : «إن تولوها أبا بكر تجدوه زاهدا في الدنيا راغبا في الآخرة ، وإن وليتموها عمر فقوي أمين لا تأخذه في الله لومة لائم » ، وفي لفظ «وإن تولوا عمر تولوا أمينا مسلما لا تأخذه في الله لومة لائم » وفي لفظ «وإن تولوها عمر تجدوه قويا أمينا ، لا تأخذه في الله لومة لائم ، قالوا : لو استخلفت علينا عليا ، قال : إنكم لا تفعلوا ، وإن تفعلوا تجدوه هاديا مهديا ، يسلك بكم الطريق المستقيم ، وفي لفظ «وإن وليتموها عليا فهاديا مهديا يقيمكم على طريق مستقيم » ، وفي لفظ «وإن تولوا عليا تولوه هاديا مهديا يحملكم على المحجة ، وفي لفظ «وإن تولوا عليا تجدوه هاديا مهديا ، يسلك بكم الطريق المستقيم » .

  وروى الرافعي عن أبي ذر - رضي الله تعالى عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : لكل نبي خليل ، وإن خليلي وأخي علي ، ولكل نبي وزيران ، ووزيراي أبو بكر وعمر .

  وروى ابن عساكر وابن النجار عن الحسين بن علي - رضي الله تعالى عنهما - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «لا تسبوا أبا بكر وعمر ، فإنهما سيدا كهول الجنة من الأولين والآخرين إلا النبيين والمرسلين ، ولا تسبوا الحسن والحسين ، فإنهما سيدا شباب أهل الجنة من الأولين والآخرين ، ولا تسبوا عليا ، فإنه من سب عليا فقد سبني ، ومن سبني فقد سب الله ، ومن سب الله فقد عذبه الله تعالى .

[ ص: 251 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية