سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
الباب الثالث والعشرون في إرساله- صلى الله عليه وسلم- عبيد الله بن عبد الخالق - رضي الله تعالى عنه- إلى الروم

قال عبد الكريم في شرح السيرة لعبد الغني : وذكره أبو إسحاق إبراهيم بن يحيى بن الأمين الطليطلي في كتاب الاستدراك على أبي عمر بن عبد البر في أسماء الصحابة من حديث أيوب بن نهيك عن عطاء قال : سمعت ابن عمر قال : سمعت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقول : من يذهب بكتابي هذا إلى طاغية الروم ؟ فعرض ذلك ثلاث مرات ، فقال عند ذلك : من يذهب به فله الجنة! فقام رجل من الأنصار يدعى عبيد الله بن عبد الخالق فقال : أنا أذهب به ولي الجنة وإن هلكت دون ذلك ؟ فقال : لك الجنة إن بلغت ، وإن قتلت ، وإن هلكت ، فقد أوجب الله لك الجنة! فانطلق بكتاب رسول الله- صلى الله عليه وسلم- حتى بلغ باب الطاغية ، فقال : أنا رسول رسول رب العالمين فأذن له ، فدخل عليه ، فعرف طاغية الروم أنه جاء بالحق من عند نبي مرسل ، ثم عرض كتاب النبي- صلى الله عليه وسلم- ، فجمع الروم عنده ، ثم عرض عليهم فكرهوا ما جاء به فآمن به رجل منهم ، فقتل عند إيمانه . ثم إن الرجل رجع إلى النبي- صلى الله عليه وسلم- فأخبره بالذي كان منه وما كان من قتل الرجل ، فقال النبي- صلى الله عليه وسلم- : ذلك الرجل يبعث أمة وحده- لذلك المقتول ] . [ ص: 364 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية