سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
الباب الثاني في استكتابه- صلى الله عليه وسلم- أبى بن كعب - رضي الله عنه

هو أبي بن كعب بن المنذر بن قيس الحراري الأنصاري أبو المنذر ، وأبو الطفيل ، سيد القراء ، شهد العقبة الثانية وبدرا وما بعدها ، وهو أحد فقهاء الصحابة ، وأقرؤهم لكتاب الله- عز وجل- وقرأ عليه رسول الله- صلى الله عليه وسلم- لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب [البينة 1] وقال له رسول الله- صلى الله عليه وسلم- : إن الله أمرني أن أقرأ عليك لم يكن ، قال : الله سماني ؟ قال :

نعم ، فبكى
.

والحكمة في قراءة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- لم يكن لأن فيها رسول من الله يتلو صحفا مطهرة . فيها كتب قيمة [البينة 2] قال ابن أبي شيبة وابن أبي خيثمة : وهو أول من كتب الوحي بين يدي رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أي : بالمدينة .

وقال في الإصابة : وأول من كتب في آخر الكتاب : وكتب فلان بن فلان ، قال ابن سعد : هو أول من كتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم عند قدومه المدينة ، وكان هو وزيد بن ثابت - رضي الله تعالى عنهما- يكتبان الوحي ، وكتبه للناس وما يقطع به ، وكناه رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا المنذر .

وكناه عمر بن الخطاب أبا الطفيل ، بولده الطفيل بن أبي ، مات سنة تسع عشرة ، وقيل :

سنة عشرين ، وقيل : اثنتين وعشرين وقيل : سنة ثلاثين في خلافة عثمان . [ ص: 376 ]

قال أبو نعيم الأصبهاني : وهذا هو الصحيح ، قال ابن سعد : قالوا : وكتب رسول الله- صلى الله عليه وسلم- لخالد بن ضماد الأزدي ، أن له ما أسلم عليه من أرضه ، على أن يؤمن بالله وحده لا شريك له ، ويشهد أن محمدا عبده ورسوله ، وعلى أن يقيم الصلاة ، ويؤتي الزكاة ، ويصوم شهر رمضان ، ويحج البيت ، ولا يأوي محدثا ، ولا يرتاب وعلى أن ينصح لله ولرسوله وعلى أن يحب أحباء الله ، ويبغض أعداء الله ، وعلى محمد النبي أن يمنعه ما يمنع منه نفسه وماله وأهله ، وأن لخالد الأزدي ذمة الله وذمة محمد النبي ، إن وفى بهذا .

وكتب- عليه الصلاة والسلام- كتابا لجنادة الأزدي وقومه ومن تبعه ، ما أقاموا الصلاة ، وآتوا الزكاة ، وأطاعوا الله ورسوله وأعطوا من المغانم خمس الله وسهم النبي- صلى الله عليه وسلم- وفارقوا المشركين ، وأن لهم ذمة الله وذمة محمد بن عبد الله . وكتب أبي .

وكتب - عليه الصلاة والسلام- إلى المنذر بن ساوى كتابا آخر : «أما بعد» فإني قد بعثت إليك قدامة وأبا هريرة فادفع إليهما ما اجتمع عندك من جزية أرضك والسلام . وكتب أبي .

وكتب - عليه الصلاة والسلام- إلى العلاء بن الحضرمي : «أما بعد فإني قد بعثت إلى المنذر بن ساوى من يقبض منه ما اجتمع عنده من الجزية فعجله بها ، وابعث (معها ) ما اجتمع عندك من الصدقة والعشور ، والسلام .

وكتب أبي
.

وكتب- عليه الصلاة والسلام- لبارق من الأزد : «هذا كتاب من محمد رسول الله لبارق أن لا تجذ ثمارهم ، وأن لا تدعى بلادهم في مربع ولا مصيف إلا [بمسألة] من بارق ومن مر بهم من المسلمين من عرك أو جدب فله ضيافة ثلاثة أيام ، فإذا أينعت ثمارهم فلابن السبيل اللقاط يوسع بطنه ، من غير أن يقتثم ، شهد أبو عبيدة بن الجراح وحذيفة بن اليمان

[وكتب أبي بن كعب ]
. [ ص: 377 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية