سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
الباب السادس عشر في استكتابه- صلى الله عليه وسلم- زيد بن ثابت - رضي الله تعالى عنه-

هو زيد بن ثابت الأنصاري البخاري ، كان هو ومعاوية ألزمهم بذلك . [ ص: 383 ]

روى البخاري أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أمره أن يتعلم كتاب اليهود ليقرأه على النبي- صلى الله عليه وسلم- إذا كتبوا إليه ، فتعلمه في خمسة عشر يوما .

وروى ابن أبي حاتم عنه قال : كنت أكتب لرسول الله- صلى الله عليه وسلم- : فإني لو أضع القلم على أذني إذا أمرنا بالقتال ، فجعل رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ينظر ما ينزل عليه إذ جاءه أعمى ، فقال :

كيف أتابعك يا رسول الله وأنا أعمى ، فنزلت عليه
ليس على الأعمى حرج [النور 61]
قدم رسول الله- صلى الله عليه وسلم- المدينة وعمره إحدى عشرة سنة .

شهد أحدا وما بعدها ، وقيل : أول مشاهده الخندق ، وهو أحد فقهاء الصحابة ، وأحد الذين جمعوا القرآن على عهد رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وكان من أفكه الناس إذا خلا في منزله ، وأذمتهم إذا جلس مع القوم ، ومات سنة ست وخمسين .

وروى الإمام أحمد وأبو داود عن زيد بن ثابت - رضي الله تعالى عنه- قال : لما قدم رسول الله- صلى الله عليه وسلم- المدينة ، ذهب بي إليه ، فأعجب بي ، فقيل : يا رسول الله ، هذا غلام من بني النجار ، معه مما أنزل الله عليك بضع عشرة سورة فأعجب ذلك رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فقال :

يا زيد تعلم كتاب يهود ، فإني والله ما آمن يهود على كتابي ، فما مر بي نصف شهر حتى تعلمته ، وحذقته ، فكنت أكتب له إليهم ، وأقرأ له كتبهم
، وكان يكتب للنبي- صلى الله عليه وسلم- الوحي ، ويكتب له أيضا المراسلات وكان يكتب لأبي بكر وعمر - رضي الله تعالى عنهما- في خلافتهما ، وقد قال فيه- صلى الله عليه وسلم- : أفرضكم زيد ، وكان عمر يستخلفه إذا حج ، وكان معه حين قدم الشام ، وهو الذي تولى قسم غنائم اليرموك ، وكان عثمان يستخلفه أيضا إذا حج ، وكان على بيت المال لعثمان ، توفي بالمدينة سنة أربع ، وقيل : ست وقيل : ثلاث ، وقيل : خمس وخمسين ، وقيل : سنة أربعين وقيل : سنة خمس ، وقيل : إحدى ، وقيل : ثلاث وأربعين .

التالي السابق


الخدمات العلمية