سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
الباب الرابع في التحذير عن مخالفة أمره ، وتبديل سنته- صلى الله عليه وسلم-

قال تعالى فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم [النور 63] وقال تعالى ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا

[النساء 115] .

وروى مسلم عن أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه- : أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- خرج إلى المقبرة فذكر الحديث في صفة أمية إلى أن قال : «فليذادن رجال عن حوضي كما يذاد البعير الضال فأناديهم ألا هلم ألا هلم فيقال : إنهم قد بدلوا بعدك فأقول : فسحقا فسحقا» .

وروى البخاري حديثا طويلا عن أنس - رضي الله تعالى عنه- وفيه «من رغب عن سنتي فليس مني» .

وروى الشيخان عن عائشة - رضي الله تعالى عنها- أن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال : «من أحدث في أمرنا هذا ليس منه فهو رد» .

روى أبو داود والترمذي وابن ماجه عن أبي رافع قال : «لا ألفين أحدكم متكئا على أريكته يأتيه الأمر من أمري مما أمرت به أو نهيت عنه ، فيقول : لا أدري ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه» رواه الترمذي والحاكم عن المقداد وزاد «ألا وإن ما حرم رسول الله- صلى الله عليه وسلم- مثل ما حرم الله» .

وروى أبو داود في مراسيله والدارمي والفريابي ، وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن يحيى بن جعدة أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أتي بكتاب في كتف فقال : «كفى بقوم حمقا أو ضلالا ، أن يرغبوا عما جاءهم به نبيهم إلى ما جاء به غير نبيهم أو إلى كتاب غير كتابهم» فنزل . [ ص: 429 ]

أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم [العنكبوت 51]
.

وروى مسلم عن ابن مسعود - رضي الله تعالى عنه- أنه قال : «ألا هلك المتنطعون» .

وروى البخاري ، وأبو داود أن أبا بكر الصديق - رضي الله تعالى عنه- قال : لست تاركا شيئا كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يعمل به إلا عملت به ، إني أخشى إن تركت شيئا من أمره أن أزيغ .

تنبيه في بيان غريب ما سبق :

(شجر بينهم ) أي اختلف واختلط ، ولذا سمي الشجر شجرا لتداخل أغصانه .

الأسوة : الخصلة الحميدة التي من حقها أن يؤتى بها أي تقتدى ، وخصاله- صلى الله عليه وسلم- كلها كذلك ، بل هو نفسه أسوة يقتدى به .

النواجذ : - بنون فواو فألف فجيم فذال معجمتين- أواخر الأسنان [أي التي بعد الأنياب ، ضرب مثلا لشدة التمسك بالدين ، لأن العض بها يكون بجميع الفم والأسنان] .

يذاذ : - بمثناة تحتية مضمومة ، فذال معجمة ، فألف فدال مهملة- يصد ويطرد .

سحقا : - بسين مضمومة فحاء ساكنة مهملتين فكاف- أي : ألزمهم الله بعدا .

الأريكة : - بهمزة مفتوحة ، فراء ، فتحتية ساكنة ، فكاف السرير المزين في حجلة من دونه سند ، فلا يسمى أريكة بدونها ، وقيل : هي كل ما اتكئ عليه .

المتنطعون : - بميم فمثناة فوقية فنون فطاء مهملة فعين- المتعمقون الغالون في أفعالهم وأقوالهم مأخوذ من النطع وهو الغار الأعلى في أقصى الحلق .

التالي السابق


الخدمات العلمية