سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
تنبيهات

الأول : اختلف أي صلاة كانت ذلك ؟ ففي الصحيح عن [البراء] أن أول صلاة صلاها- أي : متوجها- صلاة العصر .

والأكثر على أنها صلاة الظهر .

قال الحافظ : والتحقيق أن أول صلاة صلاها في بني سلمة الظهر ، وأول صلاة صلاها بالمسجد النبوي العصر .

الثاني : قال الحافظ : طريق الجمع بين رواية ستة عشر وسبعة عشر شهرا ورواية الشك في ذلك ، أن من جزم ستة عشر لفق من شهر التحويل وشهر القدوم شهرا وألغى الأيام الزائدة ، ومن جزم بسبعة عشرة شهرا عدهما معا ، ومن شك تردد في ذلك ، وذلك أن القدوم كان في شهر ربيع الأول بلا خلاف ، وكان التحويل في نصف رجب من السنة الثانية على الصحيح . [ ص: 58 ]

وبه جزم الجمهور ورواه الحاكم بسند صحيح عن ابن عباس ، وقول ابن حبان : سبعة عشر شهرا وثلاثة أيام مبني على أن القدوم كان في ثاني عشر ربيع الأول .

قال الحافظ : وأسانيد رواية ثلاثة عشر وتسعة عشر ونحوها شاذة .

الثالث : فرض صوم رمضان على رأس سبعة عشر شهرا ، وزكاة الفطر قبل العيد بيومين ، وصلى العيد بالمصلى وضحى ضحوه في ذي الحجة صلى وضحى بكبشين أحدهما عن أمته ، والآخر عنه وعن آله .

روى ابن سعد عن ابن عمر وأبي سعيد الخدري وعائشة -رضي الله تعالى عنهم- قالوا : نزل فرض شهر رمضان بعد ما صرفت القبلة إلى الكعبة بشهر في شعبان على رأس ثمانية عشر شهرا من مهاجر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في هذه السنة بزكاة الفطر قبل أن تفرض الزكاة في الأموال ، وأن تخرج عن الصغير والكبير ، والحر والعبد ، والذكر والأنثى ، صاع من تمر ، أو صاع من شعير ، أو صاع من زبيب أو مدان من بر ، وكان يخطب قبل الفطر بيومين ، فيأمر بإخراجها قبل أن يغدو إلى المصلى ، وقال : اغنوهم -يعني المساكين- عن طواف هذا اليوم ، وكان يقسمها إذا رجع ، وصلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- العيد يوم الفطر بالمصلى قبل الخطبة ، وصلى العيد يوم الأضحى ، وأمر بالأضحية ، وأقام بالمدينة عشر سنين يضحي كل عام .

وروى ابن سعد عن ابن عمر -رضي الله تعالى عنه- قال : أقام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالمدينة عشر سنين لا يدع الأضحى . انتهى .

قالوا : وكان يصلي العيدين قبل الخطبة بغير أذان ولا إقامة ، وكان بلال يحمل العنزة بين يديه ، وكانت العنزة للزبير بن العوام ، قدم بها من أرض الحبشة ، فأخذها منه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- .

وروى ابن سعد عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كانت تحمل له عنزة يوم العيد يصلي إليها . انتهى .

قالوا : وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا ضحى اشترى كبشين سمينين أقرنين أملحين ، فإذا صلى وخطب أتى بأحدهما وهو قائم في مصلاه فذبحه بيده بالمدينة ، ثم يقول : اللهم هذا عن أمتي جميعا من شهد لك بالتوحيد ولي بالبلاغ ، ثم يؤتى بالآخر فيذبحه بيده ، ثم يقول : هذا عن محمد وآل محمد ، فيأكل هو وأهله منه ويطعم المساكين ، وكان يذبح عند طرف الزقاق عند دار معاوية .

قال محمد بن عمر الأسلمي : وكذلك تصنع الأئمة عندنا بالمدينة . [ ص: 59 ]

وفيها : قدم عبد الله بن مسعود -رضي الله تعالى عنه- من الحبشة فسلم عليه- فلم يرد عليه [الصلاة] والسلام- وفيها : كانت أول غنيمة وقعت في الإسلام في سرية عبد الله بن جحش -رضي الله تعالى عنه- إلى نخلة .

وفيها : أعرس علي بفاطمة -رضي الله تعالى عنها- قاله مغلطاي وغيره .

قال المحب الطبري : تزوجها في صفر ، وبنى بها في ذي الحجة على رأس اثنين وعشرين شهرا من التاريخ .

قال أبو عمر : بعد وقعة أحد .

وقال غيره : بعد بنائه بعائشة بأربعة أشهر ونصف .

وروى الإمام أحمد في «المناقب» وابن حبان عن أنس -رضي الله تعالى عنه- قال : جاء أبو بكر ثم عمر يخطبان فاطمة إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فسكت ، ولم يرجع إليهما شيئا ، وقد تقدم في أبواب أولاده -صلى الله عليه وسلم- .

وفيها ولد النعمان بن بشير والمسور بن مخرمة .

النوع السادس : في حوادث السنة الثالثة .

فيها : تزوج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بحفصة بنت عمر في شعبان على الأصح ، وزينب بنت خزيمة أم المساكين في رمضان ، فمكثت عنده شهرين .

وقيل : ثلاثة .

وقيل : ثمانية ، وماتت .

وفيها : مات عبد الله بن عثمان بن عفان -رضي الله تعالى عنهما- ابن رقية بنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو ابن ست سنين .

وقيل : في الرابعة .

وفيها تزوج عثمان -رضي الله تعالى عنه- بأم كلثوم بنت سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- .

وفيها : ولد الحسن بن علي -رضي الله تعالى عنهما- في منتصف رمضان ، وعلقت أمه بالحسين بعد خمسين ليلة .

وفيها : كان تحريم الخمر .

وقيل : في الرابعة كما سيأتي .

قال الحافظ : والذي يظهر أن تحريمها كان عام الفتح سنة ثمان . [ ص: 60 ]

قال السيد : واستدل بشيء فيه نظر .

وفيها :

أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- زيد بن ثابت أن يتعلم كتاب يهود ، وقال : لا آمن أن يبدلوا كتابي .

وفيها : صلى صلاة الخوف في غزوة ذات الرقاع ، قاله القطب .

وقيل : في الرابعة ، ونزول آية التيمم ، وبراءة الله تعالى لأم المؤمنين عائشة مما رميت به ، وضياع العقد .

التالي السابق


الخدمات العلمية