سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
تنبيه :

ظاهر قوله في (حديث جابر) أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- عبد الله بن أبي بعد ما دفن فأخرجه إلى آخره مخالف لقول ابن عمر : لما مات عبد الله بن أبي جاء ابنه . . . إلخ ، وقد جمع بينهما بأن معنى قول ابن عمر : فأعطاه أي : أنعم له بذلك فأطلق على العدة اسم العطية مجازا لتحقق وقوعها ، وكذا قوله في حديث جابر بعد ما دفن؛ أي : ولي في حفرته ، وكان أهل عبد الله بن أبي خشوا على النبي -صلى الله عليه وسلم- المشقة في حضوره ، فبادروا إلى تجهيزه قبل وصول النبي -صلى الله عليه وسلم- ، فلما وصل وجدهم قد ولوه في حفرته ، فأمر بإخراجه إنجازا لوعده في تكفينه في القميص والصلاة عليه ، والله تعالى أعلم . وقيل : أعطاهم -صلى الله عليه وسلم- أحد قميصيه أولا ، ثم لما حضر أعطاهم الثاني بسؤال ولده ، وفي «الإكليل» للحاكم ما يؤيد ذلك .

وفيها لاعن -صلى الله عليه وسلم- بين عويمر العجلاني وبين امرأته في ذي القعدة في مسجده بعد صلاة العصر ، وكان عويمر قدم من تبوك فوجدها حبلى .

وفيها : حج أبو بكر -رضي الله تعالى عنه- بالناس في ذي القعدة ، فخرج من المدينة في ثلاثمائة رجل ، وبعث معه عشرين بدنة قلدها وأشعرها بيده ، وعليها ناجية بن جندب الأسلمي ، وساق أبو بكر خمس بدنات ، وحج عبد الرحمن بن عوف -رضي الله تعالى عنه- وساق هديا وبعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عليا على أثره ليقرأ على الناس سورة براءة ، فأدركه ب : «العرج» [قال ابن سعد : فلما كان بالعرج- وابن عائذ يقول : بضجنان- لحقه علي بن أبي [ ص: 74 ] طالب -رضي الله تعالى عنه- على العضباء ، فلما رآه أبو بكر قال : أمير أو مأمور ؟ قال : لا ، بل مأمور ، ثم مضيا] .

التالي السابق


الخدمات العلمية