سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
الرابع :

وقد نهى عن الجمع بين السمك واللبن ، والخس والسمك ، والثوم والبصل ، والقديد والطري ، والحامض والحريف ، وسماق وخل ، وأرز والعنب ، والروس المغمومة والرمان والهريسة ، وبين غذاءين باردين أو حارين أو منفخين ، وينبغي أن يتجنب الخل والدهن إذا باتا تحت إناء نحاس ، وكذلك الجبن والشواء والطعام الحار إذا كن في خبزه أو غيره ، وكذلك يتجنب الطعام المنشوف ، والماء المكشوف ، فإن في السنة ليلة ينزل فيها وباء من السماء ، لا يصادف إناء مكشوفا إلا وقع فيه من ذلك الوباء .

وقال -صلى الله عليه وسلم- : «غطوا الإناء ، وأوكئوا الأسقية؛ لئلا يسقط فيه حيوان سمي فيقتل آكله أو شاربه» . رواه مسلم .

«ومن أكل البصل أربعين يوما فكلف وجهه فلا يلومن إلا نفسه» .

ومن اقتصد فأكل مالحا فأصابه بهق أو جرب فلا يلومن إلا نفسه .

ومن أكل البيض والسمك معا ففلج فلا يلومن إلا نفسه .

ومن شبع ودخل الحمام ففلج فلا يلومن إلا نفسه .

[ومن احتلم فلم يغتسل حتى جامع فولد له مجنون أو مختل فلا يلومن إلا نفسه] .

ومن نظر في المرآة ليلا فأصابته لقوة فلا يلومن إلا نفسه .

ومن أكل الأترج ليلا فانحول فلا يلومن إلا نفسه .

وروى أنس وابن مسعود -رضي الله تعالى عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : «أصل كل داء البردة» وهي التخمة .

لأنها تبرد حرارة الشهوة ، فينبغي الاقتصار على الموافق للشهوة بلا إكثار منه؛ فقد قال -عليه الصلاة والسلام- : «ما ملأ ابن آدم وعاء شرا من بطنه ، بحسب ابن آدم أكلات يقمن بها صلبه للكسب والعمل ، فإن كان لا محالة ، فثلث لطعامه ، وثلث لشرابه ، وثلث لنفسه» رواه النسائي والترمذي ، وقال : حسن صحيح .

والشبع بدعة ظهرت بعد القرن الأول . [ ص: 103 ]

قال عليه الصلاة والسلام : «المؤمن يأكل في معي واحد ، والكافر يأكل في سبعة أمعاء» .

ونهى النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الطعام الثخن .

التالي السابق


الخدمات العلمية