سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
الرابع : في كثرة أمراضه .

روى ابن السني وأبو نعيم عن هشام عن عروة عن أبيه قال : «قلت لعائشة : يا أم المؤمنين ، وفي لفظ : يا خالة ، إني لأفكر في أمرك وأتعجب ، إني وجدتك عالمة بالطب ، فمن أين ؟ قالت : إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لما طعن في السن كثرت أسقامه ، فوفدت إليه وفود العرب والعجم فتنعت له ، فكنا نعالجه» .

وروى ابن سعد عنها قالت : «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رجلا سقاما ، وكانت العرب تنعت له فيتداوى بما تنعت له العرب فيتداوى» .

وروى البيهقي وأبو داود عن عائشة -رضي الله تعالى عنها- قالت : «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا اشتكى نفث على نفسه بالمعوذات» ومسح عنه بيده .

وروى مسلم عنها قالت : «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا اشتكى رقاه جبريل ، بسم الله يبريك ، ومن كل داء يشفيك ، ومن شر حاسد إذا حسد ، وشر كل عين» .

وروى الخطيب عن أنس قال : كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا اشتكى تقمح كفا من شونيز وشرب عليه ماء وعسلا .

وروى مسلم عن عائشة -رضي الله تعالى عنها- قالت : كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا [ ص: 110 ] مرض أحد من أهل بيته نفث عليه بالمعوذات .

وروى الترمذي عن علي -رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : «ما من مسلم يعود مسلما غدوة إلا صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يمسي ، وإن عاده عشية إلا صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يمسي ، وإن عاده عشية إلا صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يصبح ، وكان له خريف فيه» .

وروى أبو داود والحاكم عن ابن عباس -رضي الله تعالى عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : «من عاد مريضا لم يحضر أجله ، فقال عنده سبع مرات : أسأل الله العظيم رب العرش العظيم ، أن يشفيك» .

وروى الترمذي وابن ماجه عن أبي سعيد -رضي الله تعالى عنه- قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : «إذا دخلتم على المريض فوسعوا له في الأجل ، فإن ذلك لا يرد شيئا وهو يطيب نفس المريض» .

وروى الحاكم عن ابن عمر -رضي الله تعالى عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : «إذا عاد أحدكم مريضا فليقل : اللهم ، اشف عبدك ، ينكأ لك عدوا ، أو يمشي لك إلى الصلاة» .

وروى أبو يعلى عن عثمان -رضي الله تعالى عنه- قال : كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعود مرضانا ويشهد جنائزنا .

وروى الحميدي برجال ثقات عن عبد الرحمن بن أزهر -رضي الله تعالى عنه- قال : «جرح خالد بن الوليد في يوم حنين ، فمر بي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأنا غلام ، وهو يقول : من يدل على رحل خالد بن الوليد ، فخرجت وأنا أسعى بين يدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأنا أقول : من يدل على رحل خالد ، حتى أتاه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو مستند إلى رحل ، قد أصابته جراحة ، فجلس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عنده ، ودعا له ، أو نفث عليه .

وروى البخاري في الأدب وابن حبان في صحيحه عن ابن عباس -رضي الله تعالى عنهما- قال : «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا عاد مريضا جلس عند رأسه ثم قال سبع مرات :

«أسأل الله العظيم ، رب العرش العظيم أن يشفيك ، فإن كان في أجله تأخير عوفي من وجعه» .


الخامس : في إرشاده -صلى الله عليه وسلم- إلي ما يفعله العائذ وما له من الفضل .

روى ابن حبان والطبراني في الكبير وابن السني في عمل يوم وليلة ، والحاكم عنه : أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : «ضع يدك على المكان الذي تشتكي منه فامسح بها سبع مرات ، [ ص: 111 ] وقل : أعوذ بعزة الله وقدرته من شر كل ما أجد ، في كل مسحة» .

وروى ابن عساكر عن أسماء بنت أبي بكر -رضي الله تعالى عنها- قالت : خرج في عنقي خراج فتخوفت منه ، فأتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال : «ضعي يدك عليه ثم قولي ثلاث مرات : بسم الله ، اللهم ، أذهب عني شر ما أجد بدعوة نبيك الطبيب المبارك ، والمكين عندك ، بسم الله» .

وروى الطبراني في الكبير وابن السني في عمل يوم وليلة ، عن ميمونة بنت أبي عسيب- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : «ضعي يدك اليمنى على فؤادك فامسحيه وقولي : بسم الله ، داوني بدوائك ، واشفني بشفائك ، واغنني بفضلك عمن سواك ، وأحدر عني أذاك» .

وروى البيهقي في الشعب عن واثلة : أن رجلا اشتكى إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وجعا في حلقه ، فقال : «عليك بقراءة القرآن» .

وروى أبو داود عن أبي الدرداء -رضي الله تعالى عنه- قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : «من اشتكى منكم شيئا ، أو اشتكى أخ له ، فليقل : ربنا الله الذي في السماء [تقدس اسمك ، أمرك في السماء والأرض كما رحمتك في السماء ، فاجعل رحمتك في الأرض ، اغفر لنا حوبنا وخطايانا ، أنت رب الطيبين] ، أنزل رحمة من رحمتك ، وشفاء من شفائك على هذا الوجع فيبرأ» .

وروى الترمذي وابن ماجه عن أبي سعيد -رضي الله تعالى عنه- قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : «إذا دخلتم على المريض ، فنفسوا له في أجله ، فإن ذلك لا يرد شيئا ، وهو يطيب نفس المريض» .

وروى الحاكم عن ابن عمر -رضي الله تعالى عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : «إذا عاد أحدكم مريضا ، فليقل : اللهم ، اشف عبدك ينكأ لك عدوا ، أو يمشي لك إلى الصلاة» .

وروى الطبراني في الأوسط عن أنس -رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- [ ص: 112 ] قال : «عودوا المرضى ومروهم فليدعوا لكم ، فإن دعوة المريض مستجابة ، وذنبه مغفور» .

وروى البغوي في مسند عثمان عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : «عودوا المريض ، واتبعوا الجنائز ، والعيادة غبا أو ربعا ، إلا أن يكون مغلوبا فلا يعاد ، والتعزية مرة» .

وروى الإمام أحمد وابن حبان والبيهقي عن أبي سعيد -رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : «عودوا المريض ، واتبعوا الجنازة تذكركم الآخرة» .

وروى الطبراني في الكبير عن سلمى امرأة أبي رافع قالت : «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا مرض أحد من أهل بيته نفث عليه بالمعوذات» .

وروى البخاري عن ابن عباس -رضي الله تعالى عنهما- قال : «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا دخل على مريض يعوده قال : «طهور إن شاء الله» .

وروى مسلم عن ثوبان -رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : «من عاد مريضا لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع» .

وروى الإمام أحمد وأبو داود وابن السني والطبراني في الكبير والحاكم عن ابن عمر -رضي الله تعالى عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : «إذا جاء الرجل يعود مريضا فليقل : اللهم ، اشف عبدك فلانا ، ينكأ لك عدوا ، أو يمشي لك إلى الصلاة» .

وروى ابن ماجه عن رافع بن خديج -رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : «اكشف البأس ، رب الناس ، إله الناس» .

وروى الخرائطي في مكارم الأخلاق عن عائشة -رضي الله تعالى عنها- قالت : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : «اكشف البأس رب الناس ، لا يكشف الكرب غيرك» .

وروى أبو داود والنسائي عن ثابت أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : «اكشف البأس رب الناس» .

وروى الترمذي عن علي -رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : «ما من مسلم يعود مسلما غدوة إلا صلى عليه سبعون ألفا حتى يمسي ، وإن عاده عشية إلا صلى عليه سبعون ألفا حتى يصبح ، وكان له خريف في الجنة» .

وروى أبو داود والحاكم عن ابن عباس -رضي الله تعالى عنهما- أن [ ص: 113 ] رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : «من عاد مريضا لم يحضر أجله ، فليقل عنده سبع مرات : أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك ، إلا عافاه الله من ذلك المرض» .

وروى الترمذي وابن ماجه عن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : «من عاد مريضا ، أو زار أخا له في الله ، ناده مناد أن طبت وطاب ممشاك ، وتبوأت من الجنة منزلا» .

وروى البزار برجال الصحيح عن الأعمش قال : سمعت حيان بن جد بن أبجر الأكبر يقول : «دع الدواء ما احتمل جسدك الداء» .

وروى الإمام أحمد والترمذي عن أبي أمامة -رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : «من تمام عيادة المريض أن يضع أحدكم يده على جبهته فيسأله كيف هو ، وتمام تحيتكم بينكم المصافحة» .

وروى ابن ماجه وابن السني في عمل يوم وليلة عن عمر بن الخطاب -رضي الله تعالى عنه- قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : «إذا دخلت على مريض فمره يدعو لك ، فإن دعاءه كدعاء الملائكة» .

التالي السابق


الخدمات العلمية