سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
الباب الثالث في نهيه -صلى الله عليه وسلم- عن التداوي بالخمر وغيرها مما يذكر

روى الإمام أحمد ومسلم وأبو داود والترمذي عن وائل بن حجر -رضي الله تعالى عنه- أن طارق بن سويد الجعفي -رضي الله تعالى عنه- سأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الخمر ؟

فنهاه أو كره أن يصنعها ، فقال : إنما أصنعها للدواء ، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : «إنها ليست بدواء ولكنها داء» .


وروى أبو يعلى وابن حبان في صحيحه ، والطبراني عن أم سلمة -رضي الله تعالى عنها- قالت : اشتكت ابنة لي فنبذت لها في تور ، فرآه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو يغلي فقال : «ما هذا» ؟

فقلت : إن ابنة لي اشتكت فنبذت لها هذا ، فقال : «إن الله تعالى لم يجعل شفاءكم في حرام» .


وروى الترمذي عن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- قال : نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن كل دواء خبيث كالسم ونحوه .

وروى أبو داود والإمام أحمد والترمذي وابن ماجه والحاكم بلفظ : نهى عن الدواء الخبيث؛ يعني السم .

وروى أبو داود والنسائي عن عبد الرحمن بن عثمان -رضي الله تعالى عنه- قال : «إن طبيبا سأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن ضفدع يجعلها في دواء فنهاه عن قتلها .

وروى الإمام أحمد وابن ماجه عن طارق بن سويد -رضي الله تعالى عنه- قال : قلت : يا رسول الله ، إن بأرضنا أعنابا نعتصرها فنشرب منها ؟ فقال : «لا» فراجعته فقال : «لا» فقلت : إنا نستشفي بها للمريض ، فقال : «إن ذلك ليس بشفاء ، ولكنه داء» .

وروى ابن عساكر عن أبي أمامة -رضي الله تعالى عنه- قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : «من أكل الطين حوسب على ما نقص من لونه» .

وروى الطبراني في الكبير عن سلمان وابن عدي والبيهقي عن أبي هريرة- رضي الله [ ص: 122 ] تعالى عنه- والبيهقي وضعفه ، وابن عساكر عن ابن عباس -رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : «من أكل الطين» وفي لفظ : «من انهمك في أكل الطين فقد أعان على قتل نفسه» .

وروى الطبراني في الكبير عن أم سلمة -رضي الله تعالى عنها- قالت : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : «إن الله تعالى لم يجعل شفاءكم فيما حرم عليكم» .

وروى الطبراني في الكبير عن أم الدرداء -رضي الله تعالى عنها- قالت : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «إن الله خلق الداء والدواء فتداووا ولا تتداووا بحرام» .

وروى الترمذي عن وائل بن حجر -رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : [«إنها ليست بدواء ، ولكنها داء» يعني : الخمر] .

وروى أبو نعيم في الطب عن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : «من تداوى بخمر لم يجعل الله له فيه شفاء» .

وروى أبو نعيم في الطب عن علقمة بن وائل عن أبيه أن سويد بن طارق سأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الخمر يجعل في الدواء فقال : «إنها داء وليست بالدواء» .

وروى أبو نعيم في الطب عن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : «من أصابه شيء من هذه الأدواء فلا يفزعن إلى شيء مما حرم الله تعالى ، فإن الله لم يجعل في شيء مما حرم شفاء» .

وروى ابن السني وأبو نعيم فيه عن صالح بن خوات عن أبيه عن جده أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى أن يؤكل ما حملت النملة بفيها وقوائمها .

وروى أبو نعيم في الطب عن ابن عباس -رضي الله تعالى عنه- قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «اتقوا بيتا يقال له الحمام» ، قالوا : يا رسول الله ، إنه يذهب بالدرن وينفع المريض ، قال : «فمن دخله فليستتر» وفي لفظ : «بئس البيت الحمام» قالوا : يا رسول الله ، إنه يستشفي به المريض ويذهب عنه الوسخ قال : «فإن فعلتم فاستتروا» .

وفيه عن ثعلبة عن سهيل قال : «إن الحمام جيد للتخمة» .

وفيه «نعم البيت الحمام يذهب الوسخ ويذكر النار» وما أحسن ما ذكر في ذلك : [ ص: 123 ]

وما أشبه الحمام بالموت لامرئ يذكر لكن أين من يتذكر     يجرد من أهل ومال وملبس
ويتبعه من كل ذلك مستر

وروى ابن عدي في الكامل عن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- أنه -عليه الصلاة والسلام- نهى عن أذني القلب .

وروى الطبراني في الأوسط عن عبد الله بن محمد -رضي الله تعالى عنه- قال : «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يكره من الشاة سبعا : المرارة والمثانة والحياء والذكر والأنثيين والغدة والدم» .

وروى ابن السني عن ابن عباس -رضي الله تعالى عنه- قال : كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يكره الكليتين؛ لمكانهما من البول .

وروى البيهقي عن صهيب قال : نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن أكل الطعام الحار حتى يسكن .

وروى مسلم والترمذي وابن ماجه والبيهقي في الشعب من طريق قتادة عن أنس قال : نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الشرب قائما قال : قلت : فالأكل ؟ قال : ذاك أشر ، قال البيهقي : النهي عن الشرب قائما لما فيه من الداء فيما زعم أهل الطب ، وخصوصا لمن كان في أسافله علة يشكوها من برد .

وروى سعيد بن منصور في سننه عن إبراهيم النخعي قال : إنما كره البول تحت الميزاب وفي البالوعة ، وفي الماء الراكد والشرب قائما؛ لأنه إذا حدث عنده داء اشتد .

وروى ابن السني والبيهقي في الشعب عن عائشة -رضي الله تعالى عنها- قالت : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : «مصوا الماء مصا ، ولا تعبوه عبا؛ فإن الكباد من العب» .

وروى البيهقي عن أنس قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : «مصوه مصا ، ولا تعبوه عبا» .

وروى البيهقي عن معمر عن ابن أبي حسين أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : «إذا شرب أحدكم فليمص مصا ، ولا يعب عبا؛ فإن الكباد من العب» . [ ص: 124 ]

وروى أبو داود والبيهقي في الشعب أنه -عليه الصلاة والسلام- نهى عن الشرب من ثلمة القدح ، وأن ينفخ في الشراب .

وروى الحاكم وصححه عن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : «لا يتنفس أحدكم في الإناء إذا كان يشرب منه ، ولكن يؤخره ويتنفس» .

وروى الشيخان عن أبي قتادة قال : نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يتنفس في الإناء .

[وروى البيهقي عن ابن عباس -رضي الله تعالى عنهما- قال : نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يتنفس في الإناء] أو ينفخ فيه .

قال الحليمي : وهذا لأن البخار الذي يرتفع من المعدة أو ينزل من الرأس قد يعلقان بالماء فيضران . انتهى . [ ص: 125 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية