سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
الباب السادس في سيرته -صلى الله عليه وسلم- في الحمية

وقد أشار الله تعالى إليها بقوله تعالى : ولا تقتلوا أنفسكم [النساء 29] وقال تعالى : وكلوا واشربوا ولا تسرفوا [الأعراف 31] .

روى ابن ماجه عن أم المنذر بنت قيس الأنصارية -رضي الله تعالى عنها- قالت : دخل علي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومعه علي ، وهو ناقه من مرض ، ولنا دوالي معلقة ، فقام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يأكل منها وقام علي ليأكل منها فطفق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول لعلي : «إنك ناقه» حتى كف . قالت : وصنعت شعيرا وسلعا فجئت به ، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لعلي : «من هذا أصب فإنه أنفع لك» .

وروى ابن ماجه عن صهيب -رضي الله تعالى عنه- قال : قدمت على النبي -صلى الله عليه وسلم- وبين يديه خبز فقال : ادن وكل ، فأخذت وأكلت . فقال : تأكل تمرا ، وبك رمد ؟ فقلت : يا رسول الله ، أمضغ من الناحية الأخرى فتبسم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ورواه الترمذي ، وقال : حديث حسن غريب .

وروى الإمام أحمد والحاكم عن الحسن قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : «لا يجامعن أحدكم وبه حقن من خلاء ، فإنه يكون منه البواسير» .

وروى مسلم عن جابر -رضي الله تعالى عنه- قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : «غطوا الإناء ، وأوكئوا السقاء ، فإن في السنة ليلة ينزل فيها وباء لا يمر بإناء ليس عليه غطاء أو سقاء ليس عليه وكاء إلا ينزل عليه الوباء» .

وروى أبو داود في المراسيل بإسناد صحيح عن زياد السهمي ، مرفوعا قال : نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن تسترضع الحمقى ، فإن اللبن «يشبه» وعند ابن أبي خيثمة «يعدي» .

وروى القضاعي بسند حسن من حديث ابن عباس مرفوعا : «الرضاع يغير الطباع» .

وروى ابن حبيب مرفوعا أنه -عليه الصلاة والسلام- نهى عن استرضاع الفاجرة .

وروى الطبراني في الأوسط عن أبي سعيد مرفوعا بسند فيه محمد بن مخلد الرعيني ، وهو ضعيف : «من شرب الماء على الريق انتقصت قوته» . [ ص: 130 ]

وروى الدارقطني والشافعي عن عمر بن الخطاب -رضي الله تعالى عنه- قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : «لا تغتسلوا بالماء المشمس ، فإنه يورث البرص» ورواه الدارقطني من حديث عامر عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو ضعيف .

وروى العقيلي نحوه عن أنس وعن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فليغمسه كله ثم ليطرحه فإن في أحد جناحيه شفاء وفي الآخر داء» .

وعن أبي داود -رضي الله تعالى عنه- فإنه يتقي بجناحه الذي فيه الداء فليغمسه كله ، وفي البخاري : «فإنه يقدم السم ويؤخر الشفاء» .

وفي مسلم عن جابر -رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : «غطوا الإناء وأوكئوا السقاء فإن في السنة ليلة فيها وباء ، لا يمر بإناء ليس عليه غطاء ، ولا سقاء ليس عليه وكاء إلا ينزل فيه من ذلك الوباء»

قيل : وذلك في آخر شهور السنة الرومية .

وروى أبو نعيم في الطب عن قتادة بن النعمان -رضي الله تعالى عنه- قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : «إن الله إذا أحب عبدا حماه الدنيا كما يظل أحدكم يحمي سقيمه الماء» .

وفيه عن محمود بن لبيد مثله وفيه قال : «إن الله تعالى يحمي المؤمن نظرا له وشفقة عليه ، كما يحمي المريض أهله الطعام» .

التالي السابق


الخدمات العلمية