سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
الباب الرابع عشر في أمره -صلى الله عليه وسلم- باختياره البلدان الصحيحة التربة وتوقي الوبيئة

روى محمد بن يحيى عن أبي عمرو بسند ضعيف لجهالة التابعي ، وأبو نعيم في الطب وابن السني عن فروة بن مسيك قال : قلت : عن رجل من آل بحير بن ريسان عن رجل منهم أنه قال : يا رسول الله ، -إن أرضا من أرضنا يقال لها أبين وهي أرض ميراثنا وريفنا وهي وبية ، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : «دعوها فإن من القرف التلف» .

وروى عن عبد الله بن عمر ، والصواب أنه من مراسيل عبد الله بن شداد ، أن قوما جاءوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقالوا : يا رسول الله ، دخلنا هذه الدار ونحن ذو وفر فافتقرنا ، وكثير عددنا فقل عددنا ، وحسن ذات بيننا فساء ذات بيننا ، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : «دعوها وهي ذميمة» قالوا : كيف ندعها ؟ قال : «بيعوها أو هبوها» .

وروى الطبراني في الكبير بسند لا بأس به ، عن سهل بن حارثة الأنصاري قال : اشتكى قوم إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنهم سكنوا دارا وهم ذو عدد فقلوا ، فقال : «فهلا تركتموها وهي ذميمة» .

وروى أبو نعيم في الطب عن أسامة بن زيد -رضي الله تعالى عنهما- أنه ذكر الطاعون عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال : «رجس ورجز ، عذب به أمة من الأمم ، وبقيت منه بقايا ، فإذا سمعتم به في أرض فلا تدخلوا عليه ، وإذا وقع وأنتم بها فلا تفروا منه» .

وفيه عن رباح قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : «إن مصر ستفتح بعدي فانتجعوا خيرها ولا تتخذوها دارا ، فإنه يساق إليها أقل الناس أعمارا» .

وروى فيه وابن السني عن فروة بن مسيك قال : قلت : يا رسول الله ، إن عندنا أرضا يقال لها أبين ، وهي أرض ريفنا وأرض بيوتنا وهي شديدة الوباء فقال : «دعها عنك فإن القرف تلف» .

وروى الشيخان والترمذي وابن السني وأبو نعيم عن أسامة بن زيد -رضي الله تعالى عنه- قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : «الطاعون رجز أرسله الله على طائفة من بني إسرائيل ، فإذا سمعتم به بأرض فلا تدخلوا عليه ، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها فرارا منه» . [ ص: 137 ]

وروى الإمام أحمد وابن السني والطبراني في الصغير ، وأبو نعيم عن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : «إذا طلع النجم ارتفعت العاهة [عن كل بلد]» .

وروى الإمام أحمد عنه قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : «ما طلع النجم صباحا قط بقوم عاهة إلا ارتفعت عنهم ، أو خفت» .

التالي السابق


الخدمات العلمية