سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
الثالث : في استحبابه -صلى الله عليه وسلم- الحجامة في أيام مخصوصة .

روى الإمام أحمد والترمذي عن ابن عباس -رضي الله تعالى عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : «خير ما تحتجمون يوم سبع عشرة ويوم تسع عشرة ويوم إحدى وعشرين» زاد الإمام أحمد والحاكم : «وما مررت بملإ من الملائكة ليلة أسري بي إلا قالوا : عليك بالحجامة يا محمد» .

وروى ابن ماجه والبيهقي والترمذي عن أنس -رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : «من أراد الحجامة فليتحر سبع عشرة وتسع عشرة وإحدى وعشرين لا يتبيغ بأحدكم الدم فيقتله» .

وروى أبو داود عن أبي بكرة -رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : «يوم الثلاثاء يوم الدم ، فيه ساعة لا يرقأ فيها الدم؛ أي : لا ينقطع» .

وروى أبو داود من طريق أبي بكرة بكار بن عبد العزيز وبكار استشهد به البخاري في الصحيح ، وروى له في الأدب ، وقال ابن معين : صالح ، وقال ابن عدي : أرجو أن لا بأس به [ ص: 152 ] وهو ممكن يكتب حديثه عن كيسة- بمثناة تحتية ثقيلة وسين مهملة- بنت أبي بكرة أن أباها كان ينهى أهله عن الحجامة يوم الثلاثاء ، ويزعم أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : «إن يوم الثلاثاء يوم الدم ، وفيه ساعة لا يرقأ فيها الدم» .

قوله : «لا يرقأ بالهمز؛ أي : لا ينقطع» .

وروى البيهقي وابن ماجه عن نافع -رحمه الله تعالى- أن ابن عمر -رضي الله تعالى عنهما- قال له : يا نافع ، قد [تبيغ بي الدم ، فالتمس لي حجاما ، واجعله رفيقا إن استطعت ، ولا تجعله شيخا كبيرا ولا صبيا صغيرا؛ فإني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول : «الحجامة على الريق أمثل ، وفيه شفاء وبركة ، وتزيد في العقل ، وفي الحفظ ، فاحتجموا على بركة الله يوم الخميس ، واجتنبوا الحجامة يوم الأربعاء والجمعة والسبت ويوم الأحد تحريا ، واحتجموا يوم الإثنين والثلاثاء ، فإنه اليوم الذي عافى الله فيه أيوب من البلاء ، وضربه بالبلاء يوم الأربعاء ، فإنه لا يبدو جزام ولا برص إلا يوم الأربعاء أو ليلة الأربعاء] .

وروى أبو داود والحاكم والبيهقي عن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : «من احتجم لسبع عشرة من الشهر وتسع عشرة وإحدى وعشرين كان له شفاء من كل داء» .

وروى ابن عساكر عن ابن عباس -رضي الله تعالى عنهما- قال : «من احتجم يوم الخميس فمرض فيه مات فيه .

وما رواه أبو يعلى عن الحسن بن علي -رضي الله تعالى عنهما- أن في الجمعة ساعة لا يحتجم فيها أحد إلا مات

ففيه يحيى بن العلاء ، وهو كذاب .

وحديث أبي هريرة : «من احتجم يوم الأربعاء ويوم السبت فأصابه وضح فلا يلومن إلا نفسه» رواه البزار من طريق سليمان بن أرقم ، وهو كذاب ، ورواه الشيرازي في الألقاب والحاكم وتعقب ، والبيهقي .

وحديث ابن عمر : نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الحجامة يوم الثلاثاء رواه الطبراني في الكبير ، من طريق مسلمة بن علي الخشني .

وروى الطبراني في الكبير وابن عدي وابن سعد عن معقل بن يسار وابن حبان في الضعفاء والبيهقي عن أنس -رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : «الحجامة يوم [ ص: 153 ] الثلاثاء لسبع عشرة خلت من الشهر دواء لداء السنة» وفي لفظ : «من احتجم يوم الثلاثاء لسبع عشرة كان دواء لداء سنة» وفي لفظ : «أخرج الله منه داء سنة»

انتهى .

وروى ابن حبيب في الطب النبوي عن عبد الكريم الحضرمي معضلا أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : [«الحجامة تكره أول النهار ، ولا يرجى نفعها حتى ينقص الهلال» .

وروى الطبراني] في الكبير من طريق أبي هرمز عن نافع عن ابن عباس -رضي الله تعالى عنه- قال : دخلت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو يحتجم يوم الثلاثاء فقلت : في هذا اليوم تحتجم ؟ قال : «نعم . ومن وافق منكم يوم الثلاثاء لسبع عشرة مضت من الشهر فلا يتجاوز حتى يحتجم . فاحتجموا» .

وروى الطبراني في الكبير أيضا برجال الصحيح عن زيد العمي عن معاوية بن قرة عن معقل بن يسار أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : «الحجامة يوم الثلاثاء لسبع عشرة من الشهر دواء لداء السنة» .

وروى الطبراني في الكبير أيضا برجال ثقات ، وفي سنده انقطاع ، عن ابن سيرين قال : أنفع الحجامة ما كان في نقصان الشهر .

وروى البزار وأبو نعيم في الطب عن ابن عباس -رضي الله تعالى عنهما- قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : «احتجموا لخمس عشرة أو لسبع عشرة أو لتسع عشرة أو إحدى وعشرين ، لا يتبيغ عليكم الدم فيقتلكم» .

وروى العقيلي في الضعفاء من حديث أنس أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : «عليكم بالحجامة يوم الخميس؛ فإنها تزيد في الأرب» قيل : وما الأرب ؟ قال : «العقل» .

التالي السابق


الخدمات العلمية