سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
تنبيهات

الأول : قوله- صلى الله عليه وسلم- لا عدوى : أي لا سراية للمرض عن صاحبه إلى غيره وقيل : نهى عن أن يقال ذلك أن يعتقد ، وقيل : هو خير أي : لا تقع عدوى بطبعها ، ولكن قد تكون بقضاء الله وقدره وإجرائه العادة في العدوى من المجذوم بفعل الله وخلقه .

وقال ابن بطال : لا عدوى عام مخصوص . أي : لا عدوى إلا من المجذوم وقوله «لا نوء» [ . . . ] . [ ص: 176 ]

وقوله ولا طيرة- بكسر الطاء وفتح التحتية ، وقد تسكن- التشاؤم كما كانت العرب تعتقده من التطيير بالطير وغيره ، إذ كانوا ينفرون الظباء والطيور فإذا أخذت ذات اليمين تركوا به ومضوا في حوائجهم ، وإذا أخذت ذات الشمال رجعوا عن ذلك وتشاءموا بها فأبطله الشرع ، وأخبر أنه لا تأثير له في نفع ولا ضر ، ولا يعارضه الشؤم في ثلاث لأنه في معنى المستثنى منه ، فهو كما قال الخطابي عام مخصوص .

وقوله : «ولا هامة» بتخفيف الميم على الصحيح طائر ، وقيل : هو البومة قالوا : إذا سقطت على دار أحدهم وقعت فيه مصيبة ، وقيل : إنهم كانوا يعتقدون أن عظام الميت تنقلب هامة وتطير .

وقوله : ولا صفر بفتحتين قيل : حية تكون في البطن تصيب الماشية والناس ، وهي : أعدى من الجرب ، وقيل : هو داء يأخذ البطن ، وقيل : هو تأخير المحرم إلى صفر . [ ص: 177 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية