سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
الباب الثالث عشر في إخراجه- صلى الله عليه وسلم- من المال كان عنده وعتق عبيده

روى ابن سعد والطبراني - برجال الصحيح- عن سهل بن سعد- رضي الله تعالى عنه- قال : كان عند رسول الله- صلى الله عليه وسلم- سبعة دنانير وضعها عند عائشة فلما كان في مرضه قال : يا عائشة ابعثي الذهب إلى علي ، ثم أغمي عليه وشغل عائشة ما به حتى قال ذلك مرارا كل ذلك يغمى على رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ويشغل عائشة ما به فبعث به إلى علي فتصدق به ، ثم أمسى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ليلة الاثنين في جديد الموت ، فأرسلت عائشة إلى امرأة من النساء بمصباحها فقالت : اقطري لنا في مصباحي من عكيك السن فإن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أمسى في جديد الموت» .

وروى ابن سعد أيضا عن المطلب بن عبد الله بن حنطب أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال لعائشة - وهي مسندته إلى صدرها : «يا عائشة ما فعلت تلك الذهب ؟ قالت : هي عندي قال فأنفقيها ثم غشي عليه وهو على صدرها فلما أفاق قال : هل أنفقت تلك الذهب يا عائشة قالت : لا والله يا رسول الله ، قالت : فدعا بها فوضعها في كفه ، فعدها ، فإذا هي ستة دنانير فقال : ما ظن محمد بربه أن لو لقي الله وهذه عنده ؟ فأنفقها كلها ، ومات من ذلك اليوم .

وروى مسدد وابن أبي عمر وابن أبي شيبة والإمام أحمد - برجال الصحيح- عن عائشة - رضي الله تعالى عنها- قالت : قال لي رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في وجعه الذي مات فيه : ما فعلت بالذهب ؟ قلت : هو عندي يا رسول الله قال : ائت بها فأتيت بها فجعلها في كفه وهي بين الخمس والسبع فرفع بها كفه وقال : أنفقيها وقال : ما ظن محمد إن لقي الله وهذه عنده أنفقيها .

وروى أبو طاهر المخلص عن سهل بن يوسف عن أبيه عن جده قال : أعتق النبي- صلى الله عليه وسلم- في مرضه أربعين نفسا- . [ ص: 251 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية