سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
الباب السابع عشر في وصيته- صلى الله عليه وسلم- بالصلاة وغيرها من أمور الدين وأنه لم يوص بشيء من أمور الدنيا

روى الإمام أحمد والشيخان والنسائي وابن ماجه وابن سعد والبيهقي وابن الجوزي عن أنس - رضي الله تعالى عنه- قال : كانت عامة وصية رسول الله- صلى الله عليه وسلم- حين حضره الموت وهو يغرغر بنفسه «الصلاة وما ملكت أيمانكم»- وفي لفظ «الصلاة واتقوا الله فيما ملكت أيمانكم» حتى جعل رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يغرغر بها في صدره ، وما يفيض بها لسانه- وفي لفظ- ما كان يفيض بها لسانه .

وروى الجماعة إلا البخاري عن عائشة - رضي الله تعالى عنها- قالت : ما ترك رسول الله- صلى الله عليه وسلم- دينارا ولا درهما ولا شاة ولا بعيرا ولا أوصى بشيء .

وروى الإمام أحمد والنسائي وابن ماجه وابن سعد عن أم سلمة - رضي الله تعالى عنها- قالت : إن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- لما حضر جعل يقول : «الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم» فجعل يتكلم بها وما كان لسانه يفيض بها .

وروى ابن سعد عن كعب بن مالك - رضي الله تعالى عنه- قال : أغمي على رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ثم أفاق فقال : «الله الله فيما ملكت أيمانكم ، ألبسوا ظهورهم وأشبعوا بطونهم ، وألينوا لهم القول» .

وروى الجماعة إلا أبا داود عن طلحة بن مصرف قال : سألت ابن أبي أوفى هل أوصى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ؟ قال : لا . قلت : كيف كتب على الناس وأمر بها ولم يوص ؟ قال : أوصى بكتاب الله .

وروى أبو داود وابن ماجه عن علي- رضي الله تعالى عنه- قال : كان آخر كلام رسول الله- صلى الله عليه وسلم- : «الصلاة وما ملكت أيمانكم» يغرغر بها نفسه . [ ص: 257 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية