سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
الباب الحادي والعشرون في استعماله- صلى الله عليه وسلم- السواك قبل وفاته

روى الشيخان عن عائشة - رضي الله تعالى عنها- قالت : «إن من أنعم الله علي أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- توفي في بيتي وبين سحري ونحري» وفي رواية «بين حاقنتي وداقنتي» وأن الله تعالى جمع بين ريقي وريقه عند الموت ، فدخل علي عبد الرحمن وبيده سواك» .

وفي رواية «جريدة خضراء يشير بها وأنا مسندة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إلى صدري ، فرأيته ينظر إليه ، فعرفت أنه يحب السواك فقلت : آخذه لك ، فأشار برأسه أي نعم فقصمته ثم مضغته ونقضته فأخذه ، فاستن به أحسن ما كان مستتنا .


وروى محمد بن يحيى بن أبي عمرو العرني- برجال ثقات- عنها أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- رفع رأسه في مرضه قالت : فأخذته فأسندته إلى صدري فدخل أسامة بن زيد وبيده سواك أراك رطب ، فلحظه إليه ، فظننت أنه يريده ، فأخذته فنكشته بفي ، فدفعته إليه فأخذه وأهواه إلى فيه ، فخفقت يده فسقط من يده .

وروى الحارث بن أبي أسامة وابن أبي شيبة عنها قالت : «مات رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أو توفي بين حاقنتي وداقنتي ، فلا أكره شدة الموت لأحد بعد الذي رأيت من رسول الله- صلى الله عليه وسلم- .

وروى ابن سعد عنها قالت : لا أزال أغبط المؤمن شدة الموت بعد شدته على رسول الله- صلى الله عليه وسلم- .

التالي السابق


الخدمات العلمية