سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
الباب الثاني والثلاثون في عدم استخلافه أحدا بعينه ، وأنه لم يوص إلى أحد بعينه .

روى البخاري والبيهقي عن عمر بن الخطاب- رضي الله تعالى عنه- قال : إن أستخلف فقد استخلف من هو خير مني- يعني : أبا بكر- وإن أترك فقد ترك من هو خير مني ، هو رسول الله- صلى الله عليه وسلم-» .

وروى البيهقي عن علي- رضي الله تعالى عنه- أنه قال «يوم الجمل» : أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- لم يعهد إلينا في هذه الإمارة شيئا ، حتى رأينا من الرأي أن نستخلف أبا بكر فأقام واستقام حتى مضى لسبيله ، ثم إن أبا بكر رأى من الرأي أن يستخلف عمر فأقام واستقام حتى ضرب بالدين بجرانه ثم إن أقواما طلبوا هذه الدنيا فكانت أمور يقضي الله- عز وجل- فيها» .

وروى البخاري وابن جرير والبيهقي عن عبد الله بن كعب بن مالك ، عن ابن عباس - رضي الله تعالى عنهم- : «أن عليا خرج من عند رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في وجعه الذي توفي فيه فقال الناس : يا أبا الحسن كيف أصبح رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ؟ فقال : أصبح بحمد الله بارئا قال : فأخذ بيده العباس فقال له : أنت والله بعد ثلاث عبد العصا وإني والله لأرى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- سوف يتوفاه الله من وجعه هذا ، إني أعرف وجوه بني عبد المطلب عند الموت ، فاذهب بنا إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فلنسأله فيمن هذا الأمر ، فإن كان فينا علمنا ذلك ، وإن كان في غيرنا كلمناه ، فأوصى بنا ، قال علي : إنا والله لئن سألناها رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فمنعناها ، لا يعطيناها الناس بعده أبدا . وإني والله ، لا أسألها رسول الله- صلى الله عليه وسلم- .

وروى البخاري والبيهقي عن إبراهيم بن الأسود قال : قيل لعائشة : إنهم يقولون أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أوصى إلى علي فقالت : بما أوصى إلى علي وقد رأيته دعا بطست ليبول فيها ، وأنا مسندته إلى صدري فانخنس أو قال : فانحنث ، فمات وما شعرت فيم يقول هؤلاء إنه أوصى إلى علي .

وروى البخاري والبيهقي عن إبراهيم النبي عن أبيه قال : خطبنا علي فقال : من زعم أن عندنا كتابا نقرأه ليس إلا كتاب الله وهذه الصحيفة صحيفة معلقة في سيفه ، فيها أسنان الإبل [ ص: 310 ] وأشياء من الجراحات فقد كذب [وفيها المدينة حرم ما بين عير إلى ثور ، فمن أحدث يعني حدثا أو آوى محدثا . فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين . . . ] .

وروى البيهقي عن أبي حسان أن عليا قال : ما عهد إلي رسول الله- صلى الله عليه وسلم- شيئا خاصة دون الناس إلا شيئا سمعته منه في صحيفة في قراب سيفي ، قال : فلم أزل به حتى أخرج الصحيفة ، فإذا فيها من أحدث حدثا أو آوى محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا ، وإذا فيها إن إبراهيم حرم مكة وأنا أحرم المدينة ما بين حرتيها وحماها ، ولا يختلى خلاها ، ولا ينفر صيدها ولا يلتقط لقطتها إلا لمن أشاد بها- يعني منشدا- ولا يقطع شجرها ، إلا أن يعلف رجل بعيرا ، ولا يحمل فيها السلاح لقتال ، والمؤمنون يكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم وهم يد على من سواهم ، ألا لا يقتل مؤمن بكافر ، ولا ذو عهد في عهده .

تنبيهان :

الأول : حديث جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب مرفوعا : «يا علي أوصيك بوصية فاحفظها ؟ فإنك لا تزال ما حفظت وصيتي يا علي ، يا علي إن للمؤمنين من ثلاث علامات الصلاة والصيام والزكاة» ، فذكر حديثا طويلا في الرغائب والآداب وهو حديث موضوع اختلقه حماد بن عمرو النصيبي ، وهو كذاب وضاع وقد أوضعه الحارث بن أبي أسامة في مسنده .

وقال الحافظ في «المطالب العالية» [ . . . ] .

الثاني في بيان غريب ما سبق :

انخنس : . . .

الحدث : . . .

الصرف : . . .

العدل : . . .

يختلي : . . .

خلاها : . . .

أشاد : . . .

التالي السابق


الخدمات العلمية