سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
الباب السادس فيما سمع من التعزية به- صلى الله عليه وسلم-

روى محمد بن عمر برجال ثقات وابن أبي حاتم وأبو نعيم عن علي- رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- لما قبض وكانت التعزية به جاء آت ، يسمعون حسه ولا يرون شخصه ، فقال : السلام عليكم ، أهل البيت ورحمة الله وبركاته كل نفس ذائقة الموت ، وإنما توفون أجوركم يوم القيامة [آل عمران : 185] إن في الله تعالى عزاء من كل مصيبة ، وخلف من كل هالك ، ودرك من كل ما فات؛ فبالله فثقوا وإياه فارجعوا ، فإن المحروم من حرم الثواب ، وإن المصاب من حرم الثواب ، والسلام عليكم ، فقال علي : هل تدرون من هذا ؟ هذا الخضر- صلى الله عليه وسلم

- .

وروى ابن أبي الدنيا والحاكم والبيهقي عن أنس - رضي الله تعالى عنه- قال : لما قبض النبي- صلى الله عليه وسلم- أحدق به أصحابه ، فبكوا حوله واجتمعوا ، فدخل رجل أشهب اللحية جسيم صبيح ، فتخطى [رقابهم ، فبكى ، ثم التفت إلى أصحاب رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فقال : إن في الله عزاء من كل مصيبة ، وعوضا من كل فائت ، وخلفا من كل هالك ، فإلى الله فأنيبوا وإليه فارغبوا ، ونظره إليكم في البلاء ، فانظروا؛ فإن المصاب من لم يجبره ، فانصرف ، وقال بعضهم لبعض : تعرفون الرجل ؟ قال أبو بكر وعلي : نعم ، هو أخو رسول الله- صلى الله عليه وسلم- الخضر- عليه السلام-] وقد ذكر في كتب «الموضوعات» .

وروى ابن سعد وابن أبي شيبة بإسناد حسن عن سهل بن سعد - رضي الله تعالى عنه- قال : قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- : « سيعزي الناس بعضهم بعضا من بعدي التعزية بي ، فكان الناس يقولون : ما هذا ؟ فلما قبض رسول الله- صلى الله عليه وسلم- لقي الناس بعضهم بعضا يعزي بعضهم بعضا برسول الله- صلى الله عليه وسلم

- .

وروى الطبراني عن ساباط قال : قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا أصاب أحدكم مصيبة ، فليذكر مصيبته بي فإنها أعظم المصائب .

وروى الإمام مالك عن عبد الرحمن بن القاسم بن محمد - رحمهم الله تعالى- أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال : ليعز المسلمين في مصائبهم المصيبة بي . [ ص: 341 ]

وروى ابن ماجه عن عائشة أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال في مرضه : يا أيها الناس ، أيما أحد من الناس ، أو من المؤمنين أصيب بمصيبة ، فليتعز بمصيبته بي عند المصيبة التي تصيبه بغيري ،فإن أحدا من أمتي لن يصاب بمصيبة بعدي أشد عليه من مصيبتي .



[وروي عن المسور بن مخرمة - رضي الله تعالى عنهما- التعزية .

هالك : الدرك : أحدق : أشهب اللحية : . . . ] . [ ص: 342 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية