تنبيهات 
الأول : ضعف 
الحافظ يحيى بن علي القرشي  كون الراوي 
عبد الله  مكبرا ، وصوب كونه مصغرا ، وكذلك صوبه الحافظ 
أبو القاسم بن عساكر  في تاريخه كما في النسخة التي بخط 
الحافظ البرزالي   . 
قال 
 nindex.php?page=showalam&ids=13357ابن عدي   : عبد الله- أي مكبرا- أصح . 
قال 
السبكي   : وفيه نظر ، والذي يترجح 
عبيد الله  أي مصغرا؛ لتضافر روايات 
عبيد بن محمد  كلها وبعض روايات 
ابن سمرة ،  ولما سيأتي في الحديث الثالث من متابعة 
مسلمة الجهمي  لموسى بن هلال ،  ويحتمل أن 
موسى  سمع من 
عبد الله  وعبيد الله جميعا ، وحدث به عن هذا تارة وعن هذا أخرى ، وممن رواه عن 
موسى  عن 
عبد الله  مكبرا 
الفضل بن سهل ،  فإن صح أنه عنهما؛ فلا منافاة على أن المكبر روى له 
 nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم  مقرونا بغيره . 
وقال 
 nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد   : صالح ، وقال 
أبو حاتم   : رأيت 
 nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل  يحسن الثناء عليه . 
وقال 
 nindex.php?page=showalam&ids=17336يحيى بن معين   : ليس به بأس ، يكتب حديثه . 
وقال : إنه في نافع : إنه صالح . 
وقال 
 nindex.php?page=showalam&ids=13357ابن عدي   : لا بأس به ، صدوق . 
وقال 
 nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان   : ما حاصله : أن الكلام فيه بكثرة غلطه لغلبة الصلاح عليه حتى غلب عن ضبط الأخبار . 
قال 
السبكي   : وهذا الحديث ليس في مظنة الالتباس عليه لا سندا ولا متنا؛ لأنه في نافع كما هو خصيص به ، ومتنه في غاية القصر والوضوح؛ فاحتمال خطئه فيه بعيد ، والرواة إلى 
موسى  ثقات لا ريبة فيهم .  
[ ص: 378 ] 
قال 
 nindex.php?page=showalam&ids=13357ابن عدي   : أرجو أنه لا بأس به ، وقد روى عنه ستة منهم الإمام 
 nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد  ومحمد بن جابر المحاربي ،  روى عنه 
 nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة  ولم يكن يروي إلا عن ثقة عنده ، فلم يبق من الإسناد من ينظر فيه إلا الرجل المبهم . 
قال 
السبكي   : والأمر فيه قريب لا سيما في هذه الطبقة التي هي طبقة التابعين ، وأما قول 
 nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي   : هذا إسناد مجهول ، فإن كان سببه جهالة الرجل الذي من آل عمر فصحيح ، وقد بينا قرب الأمر فيه ، وإن كان سببه عدم علمه لحال 
سوار بن ميمون ،  فقد ذكرنا رواية 
 nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة  عنه ، وهي كافية فلا يضره قول 
أبي حاتم الرازي  أنه مجهول الحال ، وقول 
 nindex.php?page=showalam&ids=14798العقيلي :  لا يتابع عليه ، وقول 
 nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي   : سواء قال عبيد الله أم عبد الله فهو منكر عن 
نافع  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر  لم يأت به غيره ، فهذا وما في معناه يدلك على أنه لا علة لهذا الحديث عندهم إلا تفرد 
موسى  به وأنهم لم يحتملوه له لخفاء حاله ، وإلا فكم من ثقة يتفرد بأشياء ويقبل منه ، وأما بعد قول 
 nindex.php?page=showalam&ids=13357ابن عدي  في 
موسى  ما قال ، ووجود متابع فإنه يتعين قبوله وعدم رده؛ ولذلك ذكره 
الحافظ عبد الحق  في الأحكام [الصغرى ، والوسطى] وسكت عنه مع قوله في الصغرى إنه تغيرها صحيحة الإسناد معروفة عند النقاد قد نقلها الأثبات وتداولها الثقات . 
وقال في الوسطى : وهي المشهورة اليوم بالكبرى : إن سكوته عن الحديث دليل على صحته فيما نعلم . انتهى . 
وسبقه 
 nindex.php?page=showalam&ids=12757ابن السكن  إلى تصحيح الحديث الثالث ، كما سنذكره وهو متضمن لمعنى هذا الحديث ، وأقل درجات الحديث الحسن أن نوزع في صحته لما سيأتي من شواهده . 
هذا وتضافر الأحاديث يزيدها قوة حتى إن الحسن قد يرتقي بذلك إلى درجة الحديث الصحيح . 
ومعنى قوله : «وجبت» أنها ثابتة لا بد منها بالوعد الصادق . 
وقوله له إما أن يكون المراد له بخصوصه فيخص الزائر بشفاعة لا تحصل لغيره ، وإما أن يراد أنه تفرد بشفاعة لا تحصل لغيره ، والإفراد للتشريف والتقوية بسبب الزيارة . 
وإما أن يراد به بركة الزيارة والشفاعة ، فهو يبشر بموته مسلما فيجري على عمومه ، ولا يضمر فيه شرط الوفاة على الإسلام بخلافه على الأولين . 
وقوله : «شفاعتي» في هذه الإضافة تشريف ، فإن الملائكة والنبيين والمؤمنين يشفعون ، والزائر له نسبة خاصة منه ، فيشفع فيه هو بنفسه .  
[ ص: 379 ] 
والشفاعة تعظم بعظم الشافع . 
وعن 
 nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر  أيضا أن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال : « 
nindex.php?page=hadith&LINKID=935092من زار قبري حلت له شفاعتي » رواه 
 nindex.php?page=showalam&ids=13863البزار  بسند ضعيف 
قال 
السبكي   : وهذا الحديث هو الأول بعينه إلا أن في الأولى «وجبت» وفي هذا «حلت» . 
وعن 
 nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر  أيضا قال : قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- : « 
nindex.php?page=hadith&LINKID=910779من جاءني زائرا يعمله حاجة إلا زيارتي كان حقا علي أن أكون له شفيعا يوم القيامة » . رواه 
 nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني  في «الأوسط» 
 nindex.php?page=showalam&ids=14269والدارقطني  في أماليه وصححه 
وأبو بكر بن المقري  في «معجمه» من رواية 
مسلمة بن سالم الجهني  قال : 
حدثني 
عبيد الله بن العمري  مصغرا عن 
نافع  به ، وفي معجم 
ابن المقري  عن 
نافع  وسالم ،  فقد تابع 
مسلمة الجهني  موسى بن هلال  في شيخه 
عبيد الله العمري   nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني  كلها في روايته متفقة على عبيد الله المصغر الثقة إلا أن 
مسلم بن حاتم الأنصاري  رواه عن 
مسلمة  مكبرا ، وهذا طريق أورده الحافظ 
أبو علي بن السكن  في باب من زار قبر النبي- صلى الله عليه وسلم- من كتابه المسمى ب «الصحاح المأثور» عن النبي- صلى الله عليه وسلم 
ومقتضى ما شرطه في خطبته أن يكون هذا الحديث مما أجمع عليه في صحته ، فإما أن يكون ثبت عنده من غير طريق مسلمة ، أو أنه ارتقى إلى ذلك بكثرة الطرق ، وتبويبه دال على أنه فهم من الحديث الزيارة بعد الموت أو أن ما بعد الموت داخل في العموم ، وقال العلامة 
جمال الدين محمود بن جملة  بعد هذا الحديث : 
ويرتقي إلى درجة الحسن الذي يحتج به في الأحكام ، فكيف في باب الفضائل والقرب ، فما يعارضه شيء . قال 
السبكي   : وهو صحيح . 
قال 
الحافظ ابن حجر  في تخريج أحاديث 
 nindex.php?page=showalam&ids=14345الرافعي  الكبير : طرق هذا الحديث كلها ضعيفة ، لكن صححه من حديث 
 nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر  أبو علي بن السكن  في إيراده إياه في أثناء السنن الصحاح له وعبد الحق في سكوته عنه ، والشيخ 
تقي الدين السبكي  من المتأخرين باعتبار مجموع طرقه . 
الثاني : أورده 
 nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي  في باب زيارة النبي- صلى الله عليه وسلم- في قبره . حديث 
 nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة  السابق في باب حياته في قبره ، وصدر به ، واعتمد جماعة من الأئمة في الزيارة على هذا الحديث . 
قال 
السبكي   : وهو اعتماد صحيح لتضمنه قرينة قبر النبي- صلى الله عليه وسلم- ورده ، وهي مرتبة شريفة ومنقبة عظيمة ينبغي التعرض لها والحرص عليها؛ لينال بركة سلامه- صلى الله عليه وسلم 
- لفظ الإمام 
 nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد   : « 
nindex.php?page=hadith&LINKID=889044ما من أحد يسلم علي في قبري » 
فإن ثبت فهذا صريح في تخصيص هذه الفضيلة بالمسلم عند القبر وإلا فالمسلم عند القبر امتاز بالواجهة بالخطاب ابتداء وجوابا؛ ففيه فضيلة زائدة على الرد على الغائب .  
[ ص: 380 ]