سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
تنبيه :

كره الإمام أحمد ومالك - رحمه الله تعالى- أن يقال : زرنا قبر النبي- صلى الله عليه وسلم- .

واختلف الأئمة في مراده بذلك ، فقال أبو عمران المالكي : إنما كره ذلك؛ لأن الزيارة ، من شاء فعلها ومن شاء تركها ، وزيارة قبر النبي- صلى الله عليه وسلم- واجبة .

قال عبد الحق الصقلي : يعني من السنن الواجبة .

وقال ابن رشد : ما كره مالك هذا إلا من وجه أن كلمة أعلى من كلمة ، فلما كانت الزيارة تستعمل في الموتى ، وقد وقع فيها من الكراهة ما وقع ، كره أن يذكر مثل ذلك في النبي- صلى الله عليه وسلم- .

واختار القاضي أن كراهة مالك لذلك لإضافة الزيارة إلى القبر- وأنه لو قال : زرنا النبي- صلى الله عليه وسلم- لم يكره .

لحديث « اللهم ، لا تجعل قبري وثنا يعبد ، اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد »

فحمى إضافة هذا اللفظ إلى القبر قطعا للذريعة .

قال السبكي : ويشكل عليه حديث «من زار قبري [فقد أضاف الزيارة إلى القبر] إلا أن يكون هذا الحديث لم يبلغ مالكا أو لعله يقول : المحذور في قول غيره مع أن أبا عمر شذ ، فنقل عن مالك أنه قال : وأكره ما يقول الناس : زرت النبي- صلى الله عليه وسلم- وأعظم ذلك أن يكون النبي- صلى الله عليه وسلم- يزار . [ ص: 383 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية