سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
الباب الخامس في كيفية الصلاة والسلام عليه ، زاده الله فضلا وشرفا لديه

روى مسلم عن أبي مسعود الأنصاري البدري - رضي الله تعالى عنه- قال : أتانا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ونحن في مجلس سعد بن عبادة ، فقال له بشير بن سعد : أمرنا الله أن نصلي عليك يا رسول الله ، فكيف نصلي عليك ؟ قال : فسكت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- حتى تمنينا أنه لم يسأله ، ثم قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- : «قولوا : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ، كما صليت على إبراهيم ، وبارك على محمد وعلى آل محمد ، كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد ، والسلام كما علمتم بنحوه» .

رواه مالك في الموطأ وأبو داود والترمذي والنسائي والبيهقي في الدعوات بنحوه وزاد فيه : في العالمين إنك حميد مجيد .

وليس عند أبي داود والسلام قد علمتم .

ورواه أحمد وابن حبان في صحيحه والدارقطني والبيهقي في سننيهما ، وقال : إسناده صحيح ، والترمذي وصححه وابن خزيمة والحاكم والدارقطني بإسناد حسن متصل ، بلفظ : أقبل رجل حتى جلس بين يدي رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ونحن عنده ، فقال : يا رسول الله ، السلام عليك؛ فقد عرفناه ، فكيف نصلي عليك إذا نحن في صلاتنا صلى الله عليك ؟ قال : فسكت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- حتى أحببنا أن الرجل لم يسأله ، فقال : إذا أنتم صليتم؛ فقولوا : اللهم صل على محمد النبي الأمي ، وعلى آل محمد ، كما صليت على إبراهيم إنك حميد مجيد» .

ورواه الإمام أحمد وابن حبان والدارقطني وحسنه والبيهقي بلفظ : إذا صليتم علي فقولوا : «اللهم» إلى آخره . ورواه إسماعيل القاضي في فضل الصلاة له من طرق عن عبد الرحمن بن بشير بن مسعود مرسلا قال : قيل : يا رسول الله ، أمرتنا أن نسلم عليك ، وأن نصلي عليك ، فقد علمنا كيف نسلم عليك ، فكيف نصلي عليك ؟ قال : «تقولون : اللهم ، صل على محمد كما صليت على إبراهيم ، اللهم بارك على آل محمد ، كما باركت على آل إبراهيم ، إنك حميد مجيد» .

وروى الشيخان عن عبد الرحمن بن أبي ليلى : قال : لقيني كعب بن عجرة - رضي الله تعالى عنه- فقال : ألا أهدي لك هدية ؟ إن النبي- صلى الله عليه وسلم- خرج علينا فقلنا : يا رسول الله ، قد علمنا كيف نسلم عليك فكيف نصلي عليك ؟ قال : «قولوا : اللهم ، صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد ، اللهم ، بارك على محمد وعلى آل [ ص: 434 ] محمد ، كما باركت على إبراهيم إنك حميد مجيد» .

ورواه البخاري بلفظ : على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في الموضعين .

ورواه الطبراني والإمام أحمد والأربعة بنحوه إلا أبا داود والترمذي لم يذكر الهدية ، وأول حديثهما : أن كعب بن عجرة قال : يا رسول الله ، وذكر الحديث . ورواه البيهقي من طريق الشافعي عن كعب بن عجرة بلفظ : كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقول في الصلاة : اللهم ، صل على محمد وآل محمد ، كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم ، وبارك على محمد وآل محمد ، كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد .

وفي بعض طرقه عند الإمام أحمد وإسماعيل القاضي وأبي عوانة والبيهقي والطبراني بسند جيد : أنه لما نزلت إن الله وملائكته يصلون على النبي جاء رجل فقال : يا رسول الله ، هذا السلام عليك قد عرفناه ، فكيف الصلاة عليك ؟

وروى البخاري والإمام أحمد والنسائي وابن ماجه والبيهقي وابن أبي عاصم عن أبي سعيد الخدري - رضي الله تعالى عنه- قال : قلنا : يا رسول الله ، هذا السلام عليك قد عرفناه ، فكيف نصلي عليك ؟ قال : «قولوا : اللهم ، صل على محمد عبدك ورسولك ، كما صليت على إبراهيم ، وبارك على محمد ، وآل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم» .

وروى الإمام مالك والشيخان والنسائي عن أبي حميد الساعدي - رضي الله تعالى عنه- قال : قالوا : كيف نصلي عليك ؟ قال : قولوا : اللهم صل على محمد وعلى أزواجه وذريته كما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمد وأزواجه وذريته كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد .

ورواه الإمام أحمد وأبو داود ، وزاد لفظ : «على آل إبراهيم» في الموضعين .

ورواه ابن ماجه بلفظ : كما باركت على آل إبراهيم في العالمين .

وروى ابن أبي عاصم بسند فيه المسعودي ، وهو ثقة قد اختلط ، عن عبد الله بن مسعود ، قال [قلنا : يا رسول الله ، قد عرفنا السلام عليك ، فكيف نصلي عليك ؟ قال : ] قولوا : اللهم اجعل صلواتك ورحمتك وبركاتك على سيد المرسلين وإمام المتقين وخاتم النبيين محمد عبدك ورسولك إمام الخير وقائد الخير ورسول الرحمة ، اللهم ابعثه مقاما محمودا يغبطه فيه الأولون والآخرون ، اللهم صل على محمد وأبلغه الدرجة الوسيلة من الجنة ، اللهم اجعله في المصطفين محبته وفي المقربين مودته وفي الأعلين ذكره ، أو قال : داره ، والسلام عليه ورحمة [ ص: 435 ] الله وبركاته ، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ، كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم ، إنك حميد مجيد ، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد ، كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم ، إنك حميد مجيد .

وروى البزار وابن أبي عاصم وأحمد بن حنبل وإسماعيل القاضي والطبراني في الكبير والأوسط ، وبعض أسانيدهم حسن عن رويفع بن ثابت الأنصاري - رضي الله تعالى عنه- قال :

قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- : « من قال : اللهم ، صل على محمد وأنزله المقعد المقرب عندك يوم القيامة ، وجبت له شفاعتي » .

وروى الإمام أحمد عن موسى بن طلحة بن عبيد الله التيمي عن أبيه- رضي الله تعالى عنه- أن رجلا أتى النبي- صلى الله عليه وسلم- فقال : كيف نصلي عليك ، يا رسول الله ؟ قال : «قولوا : اللهم ، صل على محمد كما صليت على إبراهيم إنك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم ، إنك حميد مجيد» .

ورواه الطبراني بلفظ : أتى رجل النبي- صلى الله عليه وسلم- فقال : سمعت الله تعالى يقول : إن الله وملائكته يصلون على النبي [الأحزاب 56] فكيف الصلاة عليك ؟

وروى أبو نعيم في الحلية بسند صحيح عن موسى بن طلحة عن زيد بن حارثة ، وقيل :

ابن خارجة ، قال : سألت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فقال : صلوا علي واجتهدوا في الدعاء وقولوا : اللهم ، صل على محمد ، وعلى آل محمد .

وفي رواية : اللهم ، بارك على محمد وعلى آل محمد ، كما باركت على إبراهيم إنك حميد مجيد . ورواه النسائي وأحمد وأبو نعيم والديلمي عن زيد بن خارجة ، ورواه ابن أبي عاصم من طريق موسى ، فقال عن خارجة بن زيد ، ورجح رواية زيد الإمام أحمد وعلي بن المديني .

وروى البزار والسراج بإسناد على شرط الشيخين والطبري من وجه آخر عن أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه- أنهم سألوا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كيف نصلي عليك ؟ قال : قولوا : اللهم صل على محمد وصل على آل محمد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما صليت وباركت على إبراهيم وآل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد ، والسلام قد علمتم .

وروى البخاري في «الأدب المفرد» وأبو جعفر الطبري في تهذيبه برجال الصحيح بلفظ : من قال : اللهم ، صل على محمد ، وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم ، وعلى آل إبراهيم ، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم ، وترحم على محمد وعلى آل محمد ، كما ترحمت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم ، شهدت له يوم القيامة بالشهادة وشفعت له . [ ص: 436 ]

قال الحافظ السخاوي : وهو حديث حسن وفيه سعيد بن عبد الرحمن مولى آل سعيد ابن العاص ، ذكره ابن حبان في الثقات .

وروى أبو داود في سننه وعبد بن حميد في مسنده من طريق المجمر عن أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه- قال : قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- : « من سره أن يكتال بالمكيال الأوفى إذا صلى علينا أهل البيت فليقل : اللهم ، صل على محمد النبي الأمي وأزواجه أمهات المؤمنين وذريته وأهل بيته كما صليت على إبراهيم ، إنك حميد مجيد » .

قال الحافظ السخاوي : ورويناه من طريق مالك عن نعيم عن محمد بن زيد بن مسعود .

وقال البخاري ، وأبو حاتم ، إنه أصح .

وروى أبو العباس السراج وأحمد بن منيع والإمام أحمد بن حنبل وعبد بن حميد في مسانيدهم والمعمري وإسماعيل القاضي بأسانيد ضعيفة عن بريدة بن الحصيب الأسلمي - رضي الله تعالى عنه- قال : قلنا : يا رسول الله ، كيف نسلم عليك وكيف نصلي عليك ؟ قال : «قولوا : اللهم ، اجعل صلواتك ورحمتك وبركاتك على محمد وعلى آل محمد ، كما جعلتها على إبراهيم ، وعلى آل إبراهيم ، إنك حميد مجيد» .

التالي السابق


الخدمات العلمية