سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
جماع أبواب بعثه وحشره وأحواله يوم القيامة- صلى الله عليه وسلم-

الباب الأول فيما جاء أنه أول من يفيق من الصعقة وأول من يقوم من قبره واختصاصه بركوب البراق يومئذ وكيفية حشره- صلى الله عليه وسلم-

روى الشيخان وابن أبي الدنيا عن أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه- قال : قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- : « ينفخ في الصور ، فيصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله ، ثم أصعق معهم ، ثم ينفخ فيه مرة أخرى ، فأكون أول من يفيق » .

وفي لفظ : «أول من يبعث» .

وفي لفظ : « أول من يرفع رأسه بعد النفخة الأخيرة ، فإذا موسى باطش بجانب العرش » .

وفي لفظ : « آخذ بقائمة من قوائم العرش ، فلا أدري أكان ممن صعق فأفاق قبلي ، أم حوسب بصعقته الأولى يوم الطور » .

وفي لفظ : « وكان ممن استثنى الله » .

وروى الإمام أحمد والشيخان عن أبي سعيد الخدري - رضي الله تعالى عنه- قال : قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- : « أنا أول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة ولا فخر » .

وروى الإمام أحمد والنسائي والدارمي وابن خزيمة والضياء وأبو يعلى والبيهقي وأبو نعيم والترمذي وقال : حسن غريب عن أنس - رضي الله تعالى عنه- قال : قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- : « أنا أول الناس خروجا إذا بعثوا » .

زاد الترمذي والدارمي : « وأنا خطيبهم إذا وفدوا ، وأنا مبشرهم إذا يئسوا ، لواء الحمد بيدي يومئذ ، وأنا أكرم ولد آدم على ربي ولا فخر » .

وروى الإمام أحمد وأبو يعلى والطبراني في الكبير عن ابن عباس - رضي الله تعالى عنه- قال : قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- : « أنا أول من تنشق عنه الأرض ولا فخر » .

وروى الطبراني في الكبير والضياء عن عمار أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال : « أنا أول من تنشق عنه الأرض ، فأكون أول من يبعث » .

وروى ابن المبارك وابن أبي الدنيا وابن النجار عن كعب الأحبار - رحمه الله تعالى- قال : « ما من فجر يطلع إلا هبط سبعون ألف ملك ، يضربون قبر النبي- صلى الله عليه وسلم- بأجنحتهم ، ويحفون به ويستغفرون له ، ويصلون عليه حتى يمشوا ، فإذا مشوا عرجوا وهبط سبعون ألف [ ص: 453 ] ملك ، كذلك حتى يصبحوا ، إلى أن تقوم الساعة ، فإذا كان يوم القيامة خرج رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في سبعين ألف ملك » .

وروى أبو بكر بن أبي عاصم في السنة ، عن ابن عمر - رضي الله تعالى عنهما- قال : « دخل رسول الله- صلى الله عليه وسلم- المسجد وأبو بكر عن يمينه آخذا بيده وعمر عن يساره آخذا بيده ، وهو متكئ عليهما ، وهو يقول : «هكذا نبعث» .

وروى الترمذي وقال : حسن غريب ، والطبراني في الكبير ، والحاكم وابن عساكر ، وأبو نعيم في فضائل الصحابة عن ابن عمر - رضي الله تعالى عنهما- قال : قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- : « أنا أول من تنشق عنه الأرض وأبو بكر وعمر » .

وروى الحاكم وضعفه ابن عساكر عنه قال : قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- : « أول من تنشق عنه الأرض أنا ، ثم تنشق عن أبي بكر وعمر ، ثم تنشق عن الحرمين مكة والمدينة ، ثم أبعث بينهما » .

وروى الحارث بن أبي أسامة [عن سالم بن عبد الله بن عمر مرسلا ، وأبو نعيم عنه عن أبيه وهو موصول ، والخطيب في رواية مالك ] عن مولاة لعبد الله أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال : « أبعث يوم القيامة بين أبي بكر وعمر ، ثم أذهب إلى بقيع الغرقد ، فيبعثون معي ، ثم أنظر أهل مكة حتى يأتوني فأبعث بين أهل الحرمين » .

وروى الطبراني والحاكم عن أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه- قال : قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- : « يحشر الأنبياء يوم القيامة على الدواب ، ويبعث صالح على ناقته ، وأبعث أنا على البراق ، ويبعث ابني الحسن والحسين على ناقتين من نوق الجنة ، ويبعث بلال على ناقة من نوق الجنة ، فينادى بالأذان محضا وبالشهادة حقا ، حتى إذا قال : أشهد أن محمدا رسول الله شهد له (المؤمنون من ) الأولين والآخرين ، فقبلت ممن قبلت ، وردت على من ردت » .

وروى ابن زنجويه في فضائله ، عن كثير بن مرة الحضرمي قال : قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- : «تبعث ناقة ثمود وصالح ، فيركبها من عند قبره حتى يوافي لها المحشر» .

قال معاذ : وأنت يا رسول الله تركب العضباء قال : لا يركبها ، وأنا على البراق اختصصت به من دون الأنبياء يومئذ ، ويبعث بلال على ناقة من نوق الجنة ، ينادى على ظهرها بالأذان حقا ، فإذا سمعت الأنبياء وأممها : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمدا رسول الله؛ قالوا : نحن نشهد بذلك»
. [ ص: 454 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية