سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
الباب الثاني في كسوته- صلى الله عليه وسلم- في الموقف ، ومكانه وأمته وكون لواء الحمد ولواء الكرم بيده- صلى الله عليه وسلم-

روى الإمام أحمد وابن حزم وابن المنذر وأبو نعيم عن ابن مسعود والبيهقي في «الأسماء والصفات» عن ابن عباس مرفوعا وابن المبارك ، والإمام أحمد في الزهد وإسحاق وأبو يعلى ، والرافعي عن علي بن أبي طالب موقوفا ، وحكمه الرفع : « أن أول من يكسى إبراهيم؛ يقول الله تعالى : «اكسوا خليلي ، لا أرى خليلي عريانا»؛ فيؤتى بريطتين بيضاوين » .

وفي لفظ : « أول من يكسى يوم القيامة إبراهيم- عليه الصلاة والسلام- عليه قطيفتين ثم يكسى النبي- صلى الله عليه وسلم- برد حبرة ، وهو عن يمين العرش » .

ولفظ ابن عباس : « يكسى حلة من الجنة ، فيلبسها ، ثم يقعد مستقبل العرش ، ثم يؤتى بكسوتي من الجنة ، فيطرح عن يمين العرش ، ثم يؤتى بي فأكسى حلة من الجنة » .

وفي لفظ : على حلة حبرة ، انتهى .

وفي لفظ : « لا يقوم لها البشر ، فأقوم عن يمين العرش مقاما لا يقومه أحد غيري ، يغبطني فيه الأولون والآخرون » .

وروى ابن جرير وابن مردويه عن جابر بن عبد الله - رضي الله تعالى عنه- قال : قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- : « أنا وأمتي يوم القيامة على كوم مشرفين على الخلائق ، ما من الناس أحد إلا ود أنه منا » .

وروى الطبراني - برجال الصحيح- والإمام أحمد وابن جرير وابن حبان والحاكم ، عن كعب بن مالك - رضي الله تعالى عنه- قال : قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- : « يحضر الناس يوم القيامة ، فأكون أنا وأمتي على تل ، فيكسوني ربي حلة خضراء ، ثم يؤذن لي فأثني عليه بما هو أهله » .

وفي لفظ : « فيؤذن لي ، فأقول ما شاء الله أن أقول ، فذلك المقام المحمود » .

وروى الإمام أحمد وأبو يعلى وأبو نعيم عن ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما- قال :

قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- : « بيدي لواء الحمد يوم القيامة ولا فخر آدم فمن دونه » .

وفي لفظ : « جميع الأنبياء تحت لوائي ولا فخر » .

وروى الحاكم والبيهقي في كتاب الرؤية عن عبادة بن الصامت قال : قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- : « أنا سيد الناس يوم القيامة ولا فخر ، ما من أحد إلا وهو تحت لوائي يوم [ ص: 455 ] القيامة ينتظر الفرج ، وأنا معي لواء الحمد ، أنا أمشي ويمشي الناس معي حتى آتي باب الجنة فأستفتح فيقال : من هذا ؟ فأقول : محمد ، فيقال : مرحبا بمحمد ، فإذا رأيت ربي خررت له ساجدا أنظر إليه » .

ورواه الحاكم وابن عساكر بلفظ : « أنا سيد الناس يوم القيامة ولا فخر ولا رياء ، وما من الناس أحد إلا وهو تحت لوائي يوم القيامة ينتظر الفرج ، وإن بيدي لواء الحمد » .

وروى الترمذي والبيهقي عن أنس - رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال : « لواء الكرم بيدي يوم القيامة » .

وروى عن أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه- قال : قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- : « إذا كان يوم القيامة أعطي حلة من حلل الجنة ، ثم أقوم عن يمين العرش ليس لأحد من الخلائق أن يقوم ذلك المقام غيري » .

التالي السابق


الخدمات العلمية