سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
واختلفوا في أي الشهور كان [الإسراء] فجزم ابن الأثير وجمع منهم النووي في فتاويه كما في النسخ المعتمدة ، بأنه كان في ربيع الأول ، قال النووي : «ليلة سبع وعشرين» . وجرى عليه جمع ، وهكذا عن الفتاوى الإسنوي في المهمات ، والأذرعي - بفتح أوله والراء وسكون الذال المعجمة بينهما - في التوسط ، والزركشي في الخادم ، والدميري في حياة الحيوان ، وغيرهم . وكذا رأيته في عدة نسخ من الفتاوى وفي بعض النسخ من شرح مسلم كذلك ، وفي أكثرها ربيع الآخر كما في نسخ الفتاوى . ونقله ابن دحية في الابتهاج ، والحافظ في الفتح ، وجمع عن الحربي . والذي نقله عنه ابن دحية في كتابيه : التنوير والمعراج الصغير ، وأبو شامة في الباعث ، والحافظ في فضائل رجب ، ربيع الأول . وقيل : كان في رجب ، وجزم به النووي في الروضة تبعا للرافعي ، وقيل في رمضان ، وقيل في شوال .

قال ابن عطية بعد أن حكى الخلاف والتحقيق : «أنه كان بعد شق الصحيفة وقبل بيعة العقبة ، قال ابن دحية : «ويمكن أن يعين اليوم الذي أسفرت عنه تلك الليلة ، ويكون يوم الاثنين» . وذكر الدليل على ذلك بمقدمات حساب من تاريخ الهجرة ، وحاصل الأمر أنه استنبطه ، وحاول موافقة كون المولد يوم الاثنين وكون المبعث يوم الاثنين وكون المعراج يوم الاثنين وكون الهجرة يوم الاثنين وكون الوفاة يوم الاثنين . قال : فإن هذه أطوار الانتقالات النبوية وجودا ونبوة ومعراجا وهجرة ووفاة ، فهذه خمسة أطوار ، فيكون يوم الاثنين في حقه صلى الله عليه وسلم كيوم الجمعة في حق آدم عليه الصلاة والسلام فيه خلق وفيه أنزل إلى الأرض وفيه تاب الله عليه وفيه مات ، وكانت أطواره الوجودية والدينية خاصة بيوم واحد . انتهى . [ ص: 66 ]

وروى ابن أبي شيبة عن جابر و ابن عباس رضي الله عنهما قالا : «ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين وفيه بعث وفيه عرج إلى السماء وفيه مات» . وقولهما : «وفيه عرج إلى السماء» أراد الليلة لأن الإسراء كان بالليل اتفاقا .

التالي السابق


الخدمات العلمية