سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
التنبيه العاشر :

اختلف في ركوب جبريل على البراق مع النبي صلى الله عليه وسلم ، وعلى القول به هل ركب أمام النبي صلى الله عليه وسلم أم خلفه؟ فعند الإمام أحمد عن حذيفة رضي الله عنه أن [ ص: 104 ] رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي بالبراق فلم يزايل ظهره هو وجبريل حتى انتهيا إلى بيت المقدس . وفي رواية عنه عند ابن حبان أن جبريل حمله على البراق رديفا له ، وفي لفظ «فركبه خلف جبريل فسار بهما» . وفي حديث أبي ليلى أن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم بالبراق فحمله بين يديه ، رواه الطبراني .

وفي حديث ابن مسعود ، رفعه : «أتيت بالبراق فركبته خلف جبريل » .

والصحيح أنه كان معدا لركوب الأنبياء قبل سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم .

وروى الفاكهي بسند حسن عن علي رضي الله عنه قال : «كان إبراهيم يزور إسماعيل وأمه على البراق» .

وفي حديث أبي سعيد رضي الله عنه : «وكانت الأنبياء تركبها قبلي» . رواه البيهقي وغيره . وقال أنس رضي الله عنه : «وكانت تسخر للأنبياء قبلي» . رواه النسائي وابن مردويه . وقال سعيد بن المسيب وأبو سلمة بن عبد الرحمن : «أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم على البراق ، وهي دابة إبراهيم التي كان يزور عليها البيت الحرام» ، رواه ابن جرير .

التالي السابق


الخدمات العلمية