سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
التنبيه الرابع عشر :

في بعض فضائل بيت المقدس وفيه فوائد : الأولى : في مبدأ خلقه : روى أبو بكر الواسطي عن علي رضي الله عنه قال : كانت الأرض ماء ، فبعث الله تعالى ريحا فمسحت الماء مسحا ، فظهرت على الأرض زبدة فقسمها أربع قطع ، خلق من قطعة مكة ومن أخرى المدينة ومن أخرى بيت المقدس ومن أخرى الكوفة . وتقدم حديث أبي ذر في الباب الأول من أبواب بعض فضائل بلده المنيف فراجعه .

وروى الإمام أحمد والنسائي وابن ماجه والحاكم عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إن سليمان عليه السلام لما بنى بيت المقدس سأل ربه خلالا ثلاثا فأعطاه إياها : سأله حكما يصادف حكمه فأعطاه إياه وسأله ملكا لا ينبغي لأحد من بعده فأعطاه إياه ، وسأله أيما رجل خرج من بيته لا يريد إلا الصلاة في هذا المسجد يعني بيت المقدس خرج من خطيئته كيوم ولدته أمه» .

قال النبي صلى الله عليه وسلم : «ونحن نرجو أن يكون الله تعالى قد أعطاه ذلك»
.

وروى ابن أبي شيبة والواسطي عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال : «إن بيت المقدس لمقدس في السماوات السبع بمقداره في الأرض» وروى الواسطي عن عطاء [ ص: 106 ] الخراساني قال : «لما فرغ سليمان بن داود عليهما الصلاة والسلام من بناء بيت المقدس أنبت الله شجرتين عند باب الرحمة إحداهما تنبت الذهب والأخرى تنبت الفضة ، فكان كل يوم تنزع من كل واحدة مائة رطل ذهب وفضة ، ففرش المسجد ، بلاطة ذهبا وبلاطة فضة .

فلما جاء بختنصر خربه واحتمل منه ثمانين عجلة ذهبا وفضة فطرحهما برومية» .

وروى الواسطي عن سعيد بن المسيب رحمهما الله تعالى أن سليمان عليه السلام لما فرغ من بناء بيت المقدس فرغ له عشرة آلاف من قراء بني إسرائيل : خمسة آلاف بالليل وخمسة آلاف بالنهار ، فلا تأتي ساعة من ليل أو نهار إلا والله تعالى يعبد فيه . وروى الواسطي عن كعب الأحبار إن سليمان بن داود عليهما السلام لما فرغ من بناء المسجد خر ساجدا شكرا لله وقال : «يا رب من دخله من خائف فأمنه أو من داع فاستجب له أو مستغفر فاغفر له» ، فأوحى الله تعالى إليه : «إني قد أجبت لآل داود الدعاء» . قال : فذبح أربعة آلاف بقرة وسبعة آلاف شاة ، وصنع طعاما كثيرا ودعا بني إسرائيل إليه .

والآثار في هذا كثيرة ، وقد ذكر المؤرخون في عمارته وما فيه من الجواهر والمعادن واليواقيت في سمائه وأرضه وجدرانه ما تعجز عنه ملوك الدنيا . فلما دخل بختنصر خربه وأخذ تلك النفائس التي فيه ، وذكر ذلك هنا ليس من غرضنا . الثانية : في بعض فضله ، قال الله سبحانه وتعالى : سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله [الإسراء : 1] وهذه الآية هي المعظمة لقدره بإسراء رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه قبل عروجه إلى السماء ، وإخبار الله تعالى بالبركة حوله . وتقدم الكلام على ذلك . وقال تعالى : ونجيناه ولوطا إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين [الأنبياء : 71] .

روى أبو المعالي المشرف بن المرجى المقدسي في فضائله عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : «الجنة تحن إلى بيت المقدس ، وصخرة بيت المقدس من جنة الفردوس» . وروى الواسطي عن مكحول قال : «من صلى في بيت المقدس ظهرا وعصرا ومغربا وعشاء ، ثم صلى الغداة خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه» .

وروى أيضا عن كعب قال : «في بيت المقدس ، اليوم فيه كألف يوم ، وشهر فيه كألف شهر والسنة فيه كألف سنة ، ومن مات فيه كأنما مات في السماء» .

وروى الحاكم عن أبي ذر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «في بيت المقدس لنعم المصلى ، وليوشكن ألا يكون للرجل مثل بسط فرشه من الأرض حيث يرى منه بيت المقدس خير له من الدنيا جميعا أو قال خير من الدنيا وما فيها» .

وروى الواسطي عن كعب قال : «إن الله ينظر إلى بيت المقدس كل يوم مرتين» . والآثار في فضله كثيرة . [ ص: 107 ]

الثالثة : في أسمائه الأول : المسجد الأقصى وتقدم الكلام عليه . الثاني : مسجد إيلياء بوزن كبرياء . وحكى البكري وغيره قصر ألفه ، وحكى ابن يونس في شرح التعجيز . وابن الأثير في النهاية بتشديد الياء . وحكى صاحب المطالع وغيره حذف الياء الأولى وكسر الهمزة وسكون اللام والمد ، قال محمد بن سهل الكاتب : معنى إيلياء بيت الله . وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما في مسند أبي يعلى : «الإيلا» بالألف واللام ، قال النووي : وهو غريب .

الثالث والرابع : «بيت المقدس» بفتح الميم وإسكان القاف وكسر الدال مخففة ، «والبيت المقدس» بضم الميم وفتح القاف والدال المشددة . قال الواحدي : «معناه المطهر» ، قال : أبو علي المقدسي : «وأما بيت المقدس يعني بالتخفيف فلا يخلو إما أن يكون مصدرا أو مكانا ، فإن كان مصدرا كان كقوله تعالى : إليه مرجعكم جميعا [يونس : 4] ونحوه من المصادر ، وإن كان مكانا فالمعنى بيت المكان الذي جعل فيه الطهارة أو بيت مكان الطهارة ، وتطهيره على معنى إخلائه من الأصنام وإبعاده منها» ، وقال الزجاج : «البيت المقدس أي المكان المطهر ، وبيت المقدس أي المكان الذي يطهر فيه من الذنوب ، هذا ما ذكره الواحدي» ، وقال غيره : «البيت المقدس وبيت المقدس لغتان الأولى على الصفة والثانية على إضافة الموصوف إلى صفته كصلاة الأولى ومسجد الجامع .

قال ابن سراقة : «ويقال الأرض المقدسة ثلاثة : فلسطين - بفاء مفتوحة فلام مفتوحة- والأردن- بهمزة مضمومة فراء ساكنة فدال مهملة مضمومة فنون ، قال البكري : مشددة- ودمشق ، وهو ما أدرك بصر إبراهيم صلى الله عليه وسلم حين رفع على الجبل وقيل له : «ما أدرك بصرك فهو ميراث لك ولولدك من بعدك» .

الخامس : بيت القدس : بضم الدال وإسكانها بغير ميم ، ذكره الحازمي في أسماء الأماكن ونقل عن ابن الأثير أيضا .

السادس : سلم بتشديد اللام لكثرة سلام الملائكة فيه . قال ابن بري : وأصله «شلم» بالشين المعجمة لأن الشين المعجمة في العربية سين ، فالسلام شلام واللسان لشان والاسم اشم ، وقال البكري في حرف الشين المعجمة : «شلم» بفتح أوله وثانيه وتشديده على وزن [ ص: 108 ] فعل اسم لبيت المقدس . وقال الهمداني : «شلم» : وقد تعربها العرب فنقول : شلم . وحكى ابن القطاع : شلام على وزن فعال . وقال ابن الأثير : «شلم» بالمعجمة وتشديد اللام اسم لبيت المقدس ويروى بالمهملة وكسر اللام سلم كأنه عربه . ومعناه بالعبرانية : بيت السلام .

السابع : روي عن كعب الأحبار ، أن الجنة في السماء السابعة بحيال بيت المقدس والصخرة ، ولو وقع حجر منها لوقع على الصخرة ولذلك دعيت : أوري شلم ، ودعيت الجنة : دار السلام . الثامن : أوري شلم ، بضم الهمزة وسكون الواو وكسر الراء وسكون التحتية وفتح الشين المعجمة وكسر اللام المخففة ، كذا قال أبو عبيدة معمر بن المثنى ، والأكثرون بفتح الشين واللام . التاسع : كورة إليا ، العاشر : أورى شلم . الحادي عشر : بيت إيل ، أي بيت الله . الثاني عشر : «صهيون» : بصاد مهملة مكسورة فهاء ساكنة فمثناة تحتية فواو فنون ، ذكره البكري . قال :

وهو بفتح الصاد اسم قبيلة . الثالث عشر : «مصرث» بميم فصاد فراء فثاء مثلثة . الرابع عشر :

«بابوش» : بموحدتين وآخره شين معجمة . الخامس عشر : «كورشيلاه» . السادس عشر :

«صلعون» : ذكر هذه الأسماء ابن خالويه . السابع عشر : سليم . الثامن عشر : «فسط مصر» بضم الفاء . التاسع عشر : أرض المحشر والمنشر . العشرون : المحفوظة . الحادي والعشرون : المفرقة . الثاني والعشرون : مدينة الجنة .

الرابعة : في خصائصه : الأولى في مضاعفة الصلاة فيه : وقد اختلفت الأحاديث في مقدارها : الأول : خمسمائة صلاة :

روى الإمام أحمد وابن ماجه والبزار والقاسم الحافظ أبو القاسم بن عساكر عن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم . قال : «الصلاة في بيت المقدس بخمسمائة صلاة» .

الثاني : ألف صلاة :

روى ابن ماجه عن ميمونة رضي الله عنها ، قالت : قلت : يا رسول الله ، أفتنا في بيت المقدس ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «أرض المحشر والمنشر ، ائتوه فصلوا فيه فإن صلاة فيه كألف صلاة» .

قال النووي : لا بأس بإسناده ، وقال الذهبي : حديث منكر . الثالث : خمسون ألف صلاة :

روى ابن ماجه عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «صلاة الرجل في بيته بصلاة ، وصلاته في مسجد القبائل بخمس وعشرين صلاة ، وصلاته في المسجد الذي يجمع فيه بخمسمائة صلاة ، وصلاته في المسجد الأقصى بخمسين ألف صلاة» .

وصلاته في المسجد الحرام بمائة ألف [ ص: 109 ] صلاة»
. الرابع : مائتان وخمسون : روى الطبراني في معجمه عن أبي ذر رضي الله عنه ، مرفوعا : «صلاة في مسجدي أفضل من أربع فيه» ، يعني بيت المقدس ، فدل على أن الصلاة في بيت المقدس بمائتين وخمسين صلاة . الخامس : بعشرين ألف صلاة ، روي ذلك عن ابن عباس رضي الله عنهما ولهذا مزيد بيان في أبواب فضائل المدينة الشريفة .

الثانية : استحباب شد المطي إليه لما رواه الشيخان : «لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد : مسجدي هذا ، والمسجد الحرام والمسجد الأقصى» .

الثالثة : استحباب ختم القرآن فيه : روى سعيد بن منصور في سننه عن أبي مجلز بكسر الميم وحكي فتحها وإسكان الجيم وفتح اللام وبالزاي- واسمه لاحق بن حميد ، قال :

«كانوا يستحبون لمن أتى المساجد الثلاثة أن يختم بها القرآن قبل أن يخرج» .

الرابعة : استحباب المجاورة به : روى الحاكم عن ثور بن يزيد عن مكحول قال :

«كان عبادة بن الصامت وشداد بن أوس رضي الله عنهما يسكنان بيت المقدس» . وقد سكنه عدة من الصحابة رضي الله عنهم .

الخامسة : يستحب الصيام فيه فقد روي : «صوم في بيت المقدس براءة من النار» .

السادسة : استحباب الإحرام بالحج والعمرة منه :

روى أبو داود عن أم سلمة رضي الله عنها إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «من أهل بحجة أو عمرة من المسجد الأقصى غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر» .

السابعة : يستحب لمن لم يقدر على زيارته أن يهدي له زيتا ،

روى أبو داود وابن ماجه واللفظ له عن ميمونة رضي الله عنها قالت : قلت : يا رسول الله : أفتنا في بيت المقدس .

قال : «أرض المحشر والمنشر ، ايتوه فصلوا فيه فإن صلاة فيه كألف صلاة في غيره» . قلت : يا رسول الله أرأيت إن لم أستطع أن أصل إليه؟ قال : «فتهدي إليه زيتا ليسرج فيه فمن فعل ذلك فهو كمن أتاه»
.

المحشر مفعل من الحشر وهو الجمع يعني يوم القيامة ، فإذا فتحت الشين فهو المصدر ، وأما الموضع فهو بالكسر . قال الجوهري : المحشر بالكسر موضع الحشر . انتهى .

وذكر صاحب مختصر العين أن المحشر بالكسر والفتح الموضع الذي يحشر إليه الناس والمنشر موضع النشور وهو قيام الموتى من قبورهم .

الثامنة : حكي عن بعض السلف أن السيئات تضاعف فيه ، روي ذلك عن كعب [ ص: 110 ] الأحبار وأنه لما كان يأتي من حمص للصلاة فيه ، فإذا صار منه قدر ميل اشتغل بالذكر والتلاوة والعبادة حتى يخرج منه بقدر ميل أيضا ويقول : «السيئات تضاعف فيه» ، أي تزداد قبحا وفحشا لأن العاصي في زمان أو مكان شريف أشد جرأة وأقل خوفا من الله تعالى . وذكر أبو بكر الواسطي عن نافع قال : قال لي ابن عمر : «اخرج بنا من هذا المسجد فإن السيئات تضاعف فيه كما تضاعف الحسنات» .

التاسعة : أن الدجال لا يدخل بيت المقدس .

روى ابن أبي شيبة في المصنف عن سمرة بن جندب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم وذكر الدجال فقال : «وإنه سيظهر على الأرض كلها إلا الحرم وبيت المقدس [وأنه يحصر المؤمنين في بيت المقدس قال : فيهزمه الله وجنوده حتى إن جذم الحائط وأصل الشجرة ينادي : يا مؤمن : هذا كافر يستتر بي تعالى اقتله إلى آخره] .

العاشرة : أن الصخرة في المسجد الأقصى كالحجر الأسود في المسجد الحرام .

روى أبو نعيم عن وهب بن منبه قال : «إن الله تعالى قال لصخرة بيت المقدس : لأضعن عليك عرشي ولأحشرن إليك خلقي وليأتينك يومئذ داود راكبا ، وروى أبو بكر الواسطي وابن عساكر عن يزيد بن جابر في قوله تعالى : واستمع يوم يناد المناد من مكان قريب [ق 41] ، قال :

«يقف إسرافيل على صخرة بيت المقدس فينفخ في الصور فيقول : «يا أيتها العظام النخرة والجلود المتمزقة والأشعار المتقطعة إن الله يأمرك أن تجتمعي لفصل الخطاب» . وروى ابن جرير وابن أبي حاتم والواسطي عن قتادة في الآية قال : «كنا نتحدث أنه ينادى من بيت المقدس من الصخرة وهي أوسط الأرض» ، وحدثنا أن كعبا قال : هي أقرب الأرض إلى السماء بثمانية عشر ميلا .

الحادية عشرة : يكره استقبال بيت المقدس واستدباره بالبول والغائط ولا يحرم قاله في الروض .

الثانية عشرة : روي أنه من دفن في بيت المقدس وقي فتنة القبر وسؤال الملكين ومن دفن في زيتون الملة [يعني بإيلياء] فكأنما دفن في السماء الدنيا .

وروى أبو نعيم في تاريخه عن أحمد بن جعفر بن سعيد قال حدثنا يحيى بن مطرف حدثنا محمد بن بكر ، حدثنا يوسف بن عطية ، عن أبي سفيان ، عن الضحاك بن عبد الرحمن ابن عرزب- بفتح المهملة وسكون الراء وفتح الزاي ثم موحدة ، وقد تبدل ميما- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من مات في بيت المقدس فكأنما مات في السماء» . [ ص: 111 ]

الثالثة عشرة :

روى الخطيب في الموضح عن جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «أول من يدخل الجنة الأنبياء ثم مؤذنو البيت ثم مؤذنو بيت المقدس ثم مؤذنو مسجدي ثم سائر المؤذنين» .

الرابعة عشرة : ليحذر من اليمين الفاجرة فيه وكذا في المسجد الحرام ومسجد المدينة فإن عقوبتها معجلة . روي أن عمر بن عبد العزيز أمر بحمل عمال سليمان بن عبد الملك إلى الصخرة ليحلفوا عندها فحلفوا إلا واحدا ، فدى يمينه بألف دينار ، فما مر الحول على واحد منهم بل ماتوا كلهم .

الخامسة عشرة :

روى ابن جرير عن أبي أمامة رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم» . قيل :

فأين هم يا رسول الله؟ قال : « ببيت المقدس أو بأكناف بيت المقدس »
.

وروى أبو يعلى عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أبواب دمشق وعلى أبواب بيت المقدس وما حوله لا يضرهم خذلان من خذلهم ظاهرين على الحق إلى أن تقوم الساعة» .

السادسة عشرة : روى أبو المعالي المشرف بن المرجى المقدسي قال : «من حج وصلى في مسجد المدينة ، ومسجد الأقصى في عام واحد خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه» .

وإذا ثبت ذلك فقول النووي : «إنه لا أصل لذلك» فيه نظر .

السابعة عشرة : ذكر الدارمي : «أنه لا يجوز الاجتهاد يمنة ولا يسرة بمحراب بيت المقدس » وألحقه بمسجد المدينة .

الثامنة عشرة : نص الصيدلاني والماوردي والروياني والبغوي والبندنيجي- بفتح الموحدة وسكون النون الأولى وكسر الثانية ثم تحتية والجيم- والجويني في مختصره والغزالي في الخلاصة والخراساني في كافيه على استحباب صلاة العيد في مسجد بيت المقدس وأن فعلها فيه أولى من المصلى .

التاسعة عشرة : قال ابن سراقة في كتاب الأعداد : «أكبر مساجد الإسلام واحد وهو [ ص: 112 ] بيت المقدس» . وقيل : «ما تم فيه صف واحد قط لا في عيد ولا في جمعة ولا غير ذلك» .

العشرون : يستحب لزائره زيارة الأماكن المشهورة بآثار الأنبياء لا سيما مواضع صلاة نبينا صلى الله عليه وسلم .

الحادية والعشرون : حشر الكعبة إلى بيت المقدس : روى الواسطي في فضائل بيت المقدس عن خالد بن معدان- بفتح الميم- قال : «لا تقوم الساعة حتى تزف الكعبة إلى الصخرة زف العروس ، فيتعلق بها جميع من حج واعتمر ، فإذا رأتها الصخرة قالت : مرحبا بالزائرة والمزور إليها» . وروي أيضا عن كعب قال : «لا تقوم الساعة حتى يزف البيت الحرام إلى بيت المقدس فيتغادان إلى الجنة ، فيها أهلها ، والعرض والحساب ببيت المقدس »

وروى ابن مردويه والأصفهاني في ترغيبه والديلمي عن جابر رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إذا كان يوم القيامة زفت الكعبة : البيت الحرام إلى قبري فتقول الكعبة :

السلام عليك يا محمد ، فأقول : عليك يا بيت الله ، ما صنع بك أمتي بعدي؟ فتقول : يا محمد من أتاني فأنا أكفيه وأكون له شفيعا ، ومن لم يأتني فأنت تكفيه وتكون له شفيعا»
.

وروى الجندي عن الزهري نحوه .

التالي السابق


الخدمات العلمية