سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
التنبيه الرابع والأربعون :

قول موسى عليه الصلاة والسلام : «لأن غلاما . . » ليس على سبيل النقص بل على سبيل التنويه بقدرة الله وعظيم كرمه ، إذ أعطي نبينا صلى الله عليه وسلم في ذلك السن ما لم يعطه أحد قبله ممن هو أسن منه .

وقال الخطابي : العرب تسمي الرجل المستجمع السن : غلاما ما دامت فيه بقية من القوة [في الكهولة] وقال ابن أبي جمرة : العرب إنما يطلقون على المرء غلاما إذا كان سيدا فيهم . فلأجل ما في هذا اللفظ من الاختصاص على غيره من ألفاظ الأفضلية ذكره موسى دون غيره تعظيما للنبي صلى الله عليه وسلم . قال الحافظ : ويظهر أن موسى عليه السلام أشار إلى ما أنعم الله [ ص: 126 ] به على نبينا عليه السلام من استمرار القوة في الكهولة إلى أن دخل في سن الشيخوخة ولم يدخل على بدنه هرم ولا عرا قوته نقص ، حتى أن الناس لما رأوه مردفا أبا بكر عند قدومه المدينة أطلقوا عليه اسم الشاب وعلى أبي بكر اسم الشيخ مع كونه عليه السلام في العمر أسن من أبي بكر .

التالي السابق


الخدمات العلمية