سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
التنبيه السادس والتسعون :

إنما امتنع النبي صلى الله عليه وسلم من طلب التخفيف في المرة العاشرة لما أمره موسى بذلك لأمرين :

أحدهما : أن الأمر إذا انتهى إلى حد الإلحاح كان الأولى الترك .

ثانيهما : أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم تفرس أن هذا العدد لا يحط عنه فاستحى أن يسأل في مظنة الرد ، ووجه التفرس أن الله تعالى أدرج التخفيف خمسا خمسا من خمس إلى خمس .

فالقياس أنه إن خفف بحذف الخمسة الأخيرة ارتفعت الصلاة بجملتها ، وقد علم أنه لا بد من وظيفة ، فلهذا ترك السؤال ، وكشف الغيب أن العلم القديم تعلق ببقاء هذه الخمس ، ولهذا بقيت ، فصدقت الفراسة ، وأصابت الفكرة ، ولهذا جاء في بعض الطرق أن النبي صلى الله عليه وسلم لما امتنع من المراجعة في العاشرة نادى مناد : «أمضيت فريضتي وخففت عن عبادي» .

التالي السابق


الخدمات العلمية