سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
التنبيه الثامن والمائة :

يأتي الكلام على حبس الشمس في المعجزات .

التنبيه التاسع والمائة :

قوله صلى الله عليه وسلم : «فجيء بالمسجد وأنا أنظر إليه»

إلى آخره كذا في رواية ابن عباس رضي الله عنهما عند الإمام أحمد والنسائي بسند صحيح ، وفي رواية عبد الله بن الفضل عن أبي سلمة عند مسلم قال : «فسألوني عن أشياء لم أثبتها فكربت كربا لم أكرب مثله قط ، فرفعه الله تعالى لي أنظر إليه ما يسألوني عن شيء إلا أنبأتهم به» . وفي رواية جابر بن عبد الله رضي الله عنهما : «فجلى الله لي بيت المقدس فطفقت أخبرهم عن آياته وأنا أنظر إليه» . ومعنى «جلى الله بيت المقدس» كشف الحجب بيني وبينه حتى رأيته ، ويحتمل أن يريد أنه حمل إلى أن وضع بحيث يراه ، ثم أعيد ، ويؤيده رواية ابن عباس السابقة ، وهذا أبلغ في المعجزات ولا استحالة في ذلك . وقد أحضر عرش بلقيس في أقل من طرفة عين . ووقع في حديث أم هانئ عند ابن سعد : «فخيل إلي بيت المقدس فطفقت أخبرهم عن [ ص: 155 ]

آياته» .
فإن ثبت احتمل أن يكون المراد أنه مثل قريبا كما قيل في حديث : «أريت الجنة والنار» ويؤيد قوله : «حتى جيء بمثاله» .

التالي السابق


الخدمات العلمية