سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
الباب العاشر في صلاة جبريل بالنبي صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء وكيف فرضت الصلاة

روى الإمامان الشافعي وأحمد ، وأبو داود والترمذي وحسنه ، والطحاوي والبيهقي عن ابن عباس ، والإمام أحمد والنسائي والدارقطني والحاكم وصححه وأقره الذهبي عن جابر بن عبد الله ، والدارقطني والحاكم والإسماعيلي في معجمه ، وابن السكن في صحيحه عن أنس ، والدارقطني بإسناد جيد عن ابن عمر ، والنسائي والحاكم وصححه وأقره الذهبي عن أبي هريرة وإسحاق بن راهويه عن أبي مسعود الأنصاري ، وعبد الرزاق وإسحاق عن أبي سعيد الخدري ، وإسحاق عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم ، عن أبيه عن جده عمرو بن حزم رضي الله تعالى عنهم . قال الحافظ في المطالب : إسناده حسن ، إلا أن محمد بن عمرو بن حزم لم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم لصغر سنه ، فإن كان الضمير في جده يعود على أبي بكر توقف على سماع أبي بكر من عمر

إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «أمني جبريل عند البيت»

- ولفظ الشافعي والطحاوي والبيهقي : «عند باب البيت» - «مرتين فصلى بي الظهر حين زالت الشمس ، وكانت قدر الشراك ، وصلى بي العصر حين صار ظل كل شيء مثله ، وصلى بي المغرب حين أفطر الصائم ، وصلى بي العشاء حين غاب الشفق ، وصلى بي الفجر حين حرم الطعام والشراب على الصائم ، فلما كان الغد صلى بي الظهر حين كان ظله مثله» - وفي لفظ :

«كوقت العصر بالأمس» - «وصلى بي العصر حين كان ظله مثليه ، وصلى بي المغرب حين أفطر الصائم ، وصلى بي العشاء إلى ثلث الليل الأول ، وصلى بي الفجر فأسفر» ، ثم التفت فقال : «يا محمد هذا وقت الأنبياء من قبلك ، والوقت ما بين هذين» .

هذا ما وقفت عليه في صلاة جبريل بالنبي صلى الله عليه وسلم بالصلوات الخمس ، وأما عدد ركعاتها حين فرضت فمن الناس من ذهب إلى أنها فرضت أول ما فرضت ركعتين ركعتين ، ثم زيد في صلاة الحضر فأكملت أربعا إلا المغرب وأقلت صلاة السفر ركعتين . وروى ذلك عن عائشة رضي الله عنها الشعبي وميمون بن مهران ومحمد بن إسحاق . ومنهم من ذهب إلى أنها [ ص: 178 ] فرضت أول ما فرضت أربعا إلا المغرب ففرضت ثلاثا والصبح ركعتين ، وبه قال الحسن ونافع بن جبير بن مطعم وابن جرير .

ومنهم من ذهب إلى أنها فرضت في الحضر أربعا وفي السفر ركعتين ، يروى ذلك عن ابن عباس رضي الله عنهما ، وذكر أدلة هذه الأقوال والكلام عليها مذكور في المطولات .

وروى الشيخان وابن إسحاق عن عائشة رضي الله عنها ، قالت : «افترضت الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم أول ما افترضت ركعتين ركعتين كل صلاة ثم إن الله أتمها في الحضر أربعا وأقرها في السفر على فرضها الأول ركعتين» .

التالي السابق


الخدمات العلمية