سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
جماع أبواب بدء إسلام الأنصار

الباب الأول في نسبهم

قال السهيلي رحمه الله تعالى : «الأنصار جمع ناصر على غير قياس في جمع فاعل ، ولكن على تقدير حذف الألف من ناصر لأنها زائدة ، فالاسم على تقدير حذفها ثلاثي ، والثلاثي يجمع على أفعال ، وقد قالوا في نحوه صاحب وأصحاب وشاهد وأشهاد» . وفي الصحاح النصير الناصر ، والجمع أنصار مثل شريف وأشراف ، وجمع الناصر نصر مثل صاحب وصحب» . انتهى .

ولم يكن «الأنصار» اسما لهم في الجاهلية بل سماهم الله تعالى به في كتابه كما سيأتي في الباب بعده .

والأنصار حزبان : الأول : بنو الأوس ، قال السهيلي : وهو لغة العطية أو العوض . زاد في الزهر : وأوس زجر للغنم والبقر ، ودخول الألف واللام فيه على حد دخولها في التيم جمع تيمي ، وهو من باب رومي وروم ، ومثل هذا إذا كان علما لا تدخله الألف واللام .

والثاني : بنو الخزرج ، قال السهيلي : وهو في اللغة الريح الباردة ، وقال بعضهم : هي الجنوب خاصة ، وقال بعضهم في الزهر : الريح الشديدة . والأوس والخزرج ابنا حارثة- بحاء مهملة وثاء مثلثة- ابن ثعلبة العنقاء- بعين مهملة مفتوحة فنون ساكنة فقاف فهمزة ممدودة ، لقب به لطول عنقه- ابن عمرو مزيقياء- بميم مضمومة فزاي مفتوحة فمثناة تحتية ساكنة ، فقاف مكسورة فمثناة تحتية فهمزة ممدودة ، لقب عمرو بذلك لأنه كان من ملوك اليمن ، وكان يلبس كل يوم حلتين فيمزقهما بالعشي ويكره أن يعود فيهما ، ويأنف أن يلبسهما أحد غيره ، قاله في النور والروض يمزق كل يوم حلة بالإفراد- ابن عامر ماء السماء- لأن قومه كانوا إذا قحطوا بث فيهم ماله ، فكان يقوم لهم مقام ماء السماء- ابن حارثة- بحاء مهملة ومثلثة ، ويلقب بالغطريف- بغين معجمة مكسورة فطاء مهملة ساكنة فراء مكسورة وفي آخره فاء ، وهو في اللغة السيد وفرخ البازي- ابن امرئ القيس- ويلقب : البطريق بباء موحدة فطاء مهملة ساكنة وفي آخره قاف- وهو القائد من قواد الروم وهو معرب ، والجمع بطارقة ، وهو في اللغة السمين من الطير وغيره ، وأيضا المختال في مشيه- ابن ثعلبة- ويلقب بالبهلول بباء موحدة مضمومة [ ص: 182 ]

وهاء ساكنة وهو في اللغة السيد- ابن مازن- ويلقب : زاد السفر- ابن الأزد- اسم الأزد «درا» بدال مكسورة فراء مهملتين فألف ممدودة- ابن الغوث- بغين معجمة مفتوحة فواو ساكنة فمثلثة ابن مالك بن زيد بن كهلان- بكاف مفتوحة فهاء ساكنة وآخره نون- ابن سبا- يمد ويقصر ، ويصرف ولا يصرف واسمه عامر وقيل عبد شمس- ابن يشجب- بمثناة تحتية مفتوحة فشين معجمة ساكنة فجيم مضمومة فموحدة ، وزان ينصر ، ولا ينصرف للعلمية- ابن يعرب- بعين مهملة وزان يشجب- ابن قحطان- بقاف مفتوحة فحاء ساكنة مهملتين فنون ، والنسبة إليهما قحطاني على القياس ، ولقبه يقطن- بمثناة تحتية فقاف فطاء مهملة وزان يعرب وسمي بقحطان لأنه كان أول من قحط أموال الناس من ملوك العرب واسمه مهزم ، ويقال إن قحطان كان أول من تكلم بالعربية وهو والد العرب المتعربة وأما إسماعيل فهو والد العرب المستعربة ، وقيل قحطان أول من قيل له : أبيت اللعن ، وعم صباحا ، وذهب الزبير بن بكار إلى أن قحطان من ذرية إسماعيل عليه السلام وأنه قحطان بن الهميسع وتقدم ضبطه في النسب النبوي : ابن إسماعيل وهو ظاهر قول أبي هريرة رضي الله عنه المتقدم في قصة هاجر حيث قال وهو يخاطب الأنصار : «تلك أمكم يا بني ماء السماء» . قال الحافظ : «وهذا هو الراجح في نقدي» .

وبسط الكلام على ذلك . [ ص: 183 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية