سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
تنبيهات

الأول : اقتضى هذا الحديث تكرير الدعاء بتكرير ظهور الثمرة والإتيان بأولها .

الثاني : تكرير دعائه صلى الله عليه وسلم بتحبيبه المدينة ، والظاهر أن الإجابة حصلت بالأول ، والتكرير لطلب المزيد .

الثالث : الوباء عموم الأمراض ، وهو أعم من الطاعون ، ولا يعارض قدومهم المدينة- وهي وبيئة- نهيه صلى الله عليه وسلم عن القدوم على الطاعون ، لأن ذلك كان قبل النهي ، أو أن النهي يختص بالطاعون ونحوه من الموت الذريع ، لا المرض ولو عم .

الرابع : هذه البركة المذكورة في الحديث في أمر الدين والدنيا ، لأنها النماء والزيادة ، [ ص: 300 ] فالبركة حاصلة لها في نفس الكيل ، بحيث يكفي المد بها من لا يكفيه بغيرها ، وهذا أمر محسوس لمن سكنها .

الخامس : تحويل الوباء عن المدينة من أعظم المعجزات ، إذ لا يقدر عليه جميع الأطباء ، قال النووي : وهذا علم من أعلام نبوته صلى الله عليه وسلم ، فإن الجحفة من يومئذ وبيئة ، ولا يشرب أحد من مائها إلا حم ، وقال الخطابي : كان أهل الجحفة إذ ذاك يهودا .

السادس : في بيان غريب ما سبق :

"الجدر" : جمع جدار ، ككتاب وكتب ، والجدار : الحائط .

"الدوحات" : بالدال والحاء المهملتين : جمع دوحة مثل تمرة وتمرات ، والدوحة : الشجرة العظيمة .

"الدرجات" : جمع درجة وهي هنا الطرق .

"الأرواح" : جمع ريح بمعنى رائحة ، وهي عرض يدرك بحاسة الشم .

"أوضع راحلته" : أوضع بالضاد المعجمة والعين المهملة ، أي حثها على السرعة .

"القرار" : بالقاف : المستقر من الأرض .

"بطحان" : بضم الموحدة فسكون الطاء المهملة ، وقيل بفتح أوله وكسر ثانيه : واد من أودية المدينة . روى ابن شبة والبزار عن عائشة رضي الله عنها مرفوعا أن بطحان على ترعة من ترع الجنة .

"نجلا" : بفتح النون وسكون الجيم ، أي أن واديها كان نزا . قال : النجل : الماء حين يسيل ، وفسره البخاري ماء آجنا . قال القاضي : "وهو خطأ" ، وقال الحافظ : "وليس كما قال ، فإن عائشة قالت ذلك في مقام التعليل لكون المدينة كانت وبيئة ، ولا شك أن النجل إذا فسر بكونه الماء الحاصل من النز ، فهو بصدد أن يتغير ، وإذا تغير كان استعماله مما يحدث الوباء في العادة" .

"وعك" : الوعك بفتح الواو وسكون العين المهملة : الحمى . [ ص: 301 ]

"كيف تجدك" : أي تجد نفسك أو جسدك . "مصبح" : بميم مضمومة وصاد مهملة فموحدة ، وزن محمد ، أي مصاب بالموت صباحا ، وقيل : المراد يقال صبحك الله بالخير ، وقد يفجؤه الموت في بقية النهار وهو مقيم بأهله ، ويروى بالخاء المعجمة ، وهو أيضا مكان بمكة .

"شراك النعل" : بكسر الشين المعجمة وتخفيف الراء : السير الذي يكون في وجه النعل ، والمعنى أن الموت أقرب إلى الشخص من شراك نعله برجله .

"بطوقه" : الطوق هنا الطاقة والعدة .

"الروق" بالراء والقاف : القرن .

"عقيرته" : أي صوته ، قال الأصمعي : إن رجلا عقرت رجله فرفعها على الأخرى وجعل يصيح ، فصار كل من رفع صوته يقال رفع عقيرته وإن لم يرفع رجله ، قال ثعلب : وهذا من الأسماء التي استعملت على غير أصلها .

"بواد" : أي بوادي مكة .

"الإذخر" : بكسر الهمزة والخاء المعجمة بينهما ذال معجمة : نبت طيب الرائحة .

"جليل" : بالجيم واللام : والثمام بضم الثاء المثلثة : نبت ضعيف له خوص أو ما يشبهه .

"مجنة" : بكسر الميم وفتحها : سوق بأسفل مكة .

"يبدون" : أي يظهرن .

"شامة" : بالشين المعجمة "وطفيل" بطاء مهملة مفتوحة وفاء مكسورة فمثناة تحتية :

جبلان . قال البكري : جبلان مشرفان على مجنة على بريد من مكة .

"يهذون" : بالذال المعجمة : يخلطون ويتكلمون بما لا ينبغي .

"مهيعة" : بفتح الميم وسكون الهاء وفتح المثناة التحتية والعين المهملة .

"الجحفة" : بجيم مضمومة فحاء مهملة ساكنة ففاء مفتوحة : قرية جامعة لأن السيول اجتحفتها . [ ص: 302 ]

"ثائرة الرأس" : بالمثلثة : منتشرة شعر الرأس .

"ملببة" : بضم الميم وفتح اللام والموحدة الأولى المشددة وتخفيف الثانية ، يقال :

لببته بالتشديد إذا جمعت ثيابه عند نحره ثم جررته .

"خم" : بخاء معجمة مضمومة فميم مشددة : غدير على ثلاثة أميال من الجحفة يسرة عن الطريق .

"جهدوا" : بالضم مبني للمفعول : أي حصل لهم الجهد ، وهو بالفتح : المشقة ، فتجشم المسلمون القيام : أي تكلفوه .

"التماس الفضل" : أي طلبه .

"الأكراش" : جمع كرش بكسر الكاف ، يذكر ويؤنث ، وهو لذي الخف والظلف كالمعدة للإنسان . [ ص: 303 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية