سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
ذكر انهزام المشركين

قال ابن سعد : ورجعت قريش إلى مكة منهزمين ، ورئي رسول الله صلى الله عليه وسلم في إثرهم مصلتا بالسيف ، يتلو هذه الآية سيهزم الجمع ويولون الدبر [القمر : 45] .

[ ص: 54 ]

وروى عبد الرزاق وابن أبي شيبة وإسحاق بن راهويه وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر ، عن عكرمة . زاد ابن جرير في رواية عنه : عن ابن عباس ، وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه ، عن أبي هريرة رضي الله عنهم : أنزل الله تعالى على نبيه صلى الله عليه وسلم بمكة قبل يوم بدر سيهزم الجمع ويولون الدبر قال عمر بن الخطاب : قلت : يا رسول الله ، أي جمع يهزم ؟ فلما كان يوم بدر وانهزمت قريش نظرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في آثارهم ، مصلتا بالسيف وهو يثب ويقول : سيهزم الجمع ويولون الدبر فعرفت تأويلها ، وكان انهزام القوم حين زالت الشمس من يوم الجمعة .

وروى الفريابي وابن أبي شيبة والإمام أحمد والترمذي وحسنه ابن سعيد ، عن عكرمة قال : قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم لما فرغ من أهل بدر : عليك بالعير ليس دونها شيء ، فناداه العباس وهو أسير في وثاقه : إنه لا يصلح ذاك لك ، قال : «لمه ؟ » قال : لأن الله تعالى وعدك إحدى الطائفتين ، فقد أعطاك ما وعدك ، قال : «صدقت» .

وذكر الأموي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طاف هو وأبو بكر بالقتلى ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : نفلق هاما .

فيقول أبو بكر :


. . . من رجال أعزة علينا وهم كانوا أعق وأظلما

.


وروى البخاري عن جبير بن مطعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في أسارى بدر : «لو كان المطعم بن عدي حيا ، ثم كلمني في هؤلاء النتنى لتركتهم له» أي : تركتهم أحياء ، ولما قتلتهم من غير فداء؛ إكراما له وقبولا لشفاعته ، فإنه كان ممن قام في نقض الصحيفة .

التالي السابق


الخدمات العلمية