سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
الثالث : ذكر في القصة أنه صلى الله عليه وسلم مر بجبلين فسأل عن اسمهما فقيل له : أحدهما يقال له :مسلح- بضم أوله وسكون ثانيه وكسر اللام بعدها حاء مهملة- والآخر مخرئ -بضم الميم وسكون الخاء المعجمة وكسر الراء- فعدل صلى الله عليه وسلم عن طريقهما . قال أبو القاسم الخثعمي رحمه الله تعالى : ليس هذا من باب الطيرة التي نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها ، ولكنها من بابكراهية الاسم القبيح؛ فقد كان صلى الله عليه وسلم يكتب إلى أمرائه : «إذا أبردتم إلي بريدا فأبردوه وابعثوه حسن الوجه حسن الاسم» قلت : رواه البزار من حديث بريدة ، ورواه أيضا وكذا العقيلي والطبراني عن أبي هريرة بلفظ : «إذا بعثتم إلي رجلا فابعثوه حسن الوجه حسن الاسم» وأحدهما يقوي الآخر . انتهى .

وقد قال صلى الله عليه وسلم في لقحة : «من يحلب هذه ؟ » فقام رجل فقال : أنا ، فقال : «ما اسمك ؟ » قال : مرة ، قال : «اقعد ، فقام آخر قال : «ما اسمك ؟ » قال : جمرة ، قال : «اقعد» ، ثم قام آخر فقال : «ما اسمك ؟ » قال : يعيش ، قال : «احلب» .

[ ص: 80 ] قلت : رواه ابن سعد وابن قانع . انتهى .

وفي رواية ابن وهب : فقام عمر بن الخطاب فقال : يا رسول الله ، كنت نهيتنا عن التطير ، فقال صلى الله عليه وسلم : «ما تطيرت ، ولكن آثرت الاسم الحسن» أو كما قال صلى الله عليه وسلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية