سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
الرابع : وقع في صحيح مسلم ، عن أنس ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم شاور حين بلغه إقبال أبي سفيان ، قال : فتكلم أبو بكر فأعرض عنه ، ثم تكلم عمر فأعرض عنه ، فقام سعد بن عبادة رضي الله عنهم فقال : إيانا تريد يا رسول الله ، والذي نفسي بيده لو أمرتنا أن نخيضها البحر لأخضناها ، ولو أمرتنا أن نضرب أكبادها إلى برك الغماد لفعلنا ، قال : فندب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس ، فانطلقوا حتى نزلوا بدرا ، وذكر الحديث .

قال في العيون : وهذا القول إنما يعرف عن سعد بن معاذ ، كذلك رواه ابن عقبة وابن إسحاق وابن سعد وابن عائذ وغيرهم ، والصحيح أن سعد بن عبادة لم يشهد بدرا ، فإن سعدا كان متهيئا للخروج فنهش قبل أن يخرج فأقام .

وذكر الحافظ في الفتح نحوه ، ثم قال : ويمكن الجمع بأن النبي صلى الله عليه وسلم استشارهم في غزوة بدر مرتين : الأولى : وهو بالمدينة أول ما بلغه خبر العير مع أبي سفيان ، وذلك بين في رواية مسلم ، والثانية : بعد أن خرج كما في حديث ابن مسعود في الصحيح ، وحينئذ قال سعد بن معاذ ما قال .

ووقع عند الطبراني أن سعد بن عبادة قال ذلك بالحديبية وهذا أولى بالصواب ، ولهذا مزيد بيان يأتي .

التالي السابق


الخدمات العلمية