سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
الخامس : قال السهيلي : معنى يضحك الرب أي يرضيه غاية الرضا ، وحقيقته أنه رضا معه تبشير وإظهار كرامة ، وذلك أن الضحك مضاد للغضب ، وقد يغضب السيد ولكنه يعفو ويبقى العتب ، فإذا رضي فذلك أكثر من العفو ، فإذا ضحك فذلك غاية الرضا؛ إذ قد يرضى ولا يظهر ما في نفسه من الرضا ، فيعبر عن الرضا وإظهاره بالضحك في حق الرب تبارك وتعالى مجازا وبلاغة وتضمينا في هذه المعاني في لفظ وجيز؛ ولذلك قال صلى الله عليه وسلم في طلحة بن البراء : «اللهم الق طلحة يضحك إليك وتضحك إليه» .

فمعنى هذه : القه لقاء متحابين مظهرين لما في أنفسهما من رضا ومحبة ، فإذا قيل : ضحك الرب إلى فلان فهي كلمة وجيزة ، تتضمن رضا مع محبة وإظهار بشر وكرامة لا مزيد عليها ، فهي من جوامع الكلم التي أوتيها صلى الله عليه وسلم .

وقال في المطالع : هذا وأمثاله من الأحاديث طريقها الإيمان بها من غير كيف ولا تأويل [ ص: 81 ] وتسليمها إلى عالمها وقائلها .

التالي السابق


الخدمات العلمية