سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
الحادي والعشرون : قوله صلى الله عليه وسلم لما سمع شعر قتيلة بنت النضر : لو بلغني شعرها قبل أن أقتله ما قتلته .

قال أبو عمر : ليس معنى هذا الندم؛ لأنه صلى الله عليه وسلم لا يقول ولا يفعل إلا حقا ، ولكن معناه لو شفعت عندي بهذا القول لقبلت شفاعتها .

[ ص: 88 ] الثاني والعشرون : قول أبي الفتح : المشهور أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «من قتل قتيلا فله سلبه» إنما كان يوم حنين إلخ فيه نظر من وجوه :

الأول : في صحيح مسلم حديث عوف بن مالك ، وفيه : «فقلت : يا خالد ، أما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى بالسلب للقاتل» الحديث ، وفيه أن ذلك كان في غزوة مؤتة ، وهي قبل حنين .

الثالث والعشرون : وقع في تفسير البغوي أن سعد بن أبي وقاص قتل يوم بدر سعيد بن العاص بن أمية ، والصواب : العاص بن سعيد بن العاص ، وليس في قتلى بدر من المشركين من يقال له سعيد بن العاص ، وسعيد بن العاص صحابي أدرك من حياة النبي صلى الله عليه وسلم تسع سنين ، وولد عام الهجرة ، وقتل علي أباه يوم بدر ، وكان سعيد من أشراف بني أمية وفصحائهم وأجوادهم ، وأحد من كتب المصاحف لعثمان ، وولاه على الكوفة ، وغزا جرجان ، وطبرستان ، وافتتحهما ولزم بيته في الفتنة .

التالي السابق


الخدمات العلمية