سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
الباب الثامن في غزوة بني سليم بالكدر ، ويقال لها : قرقرة الكدر

قال ابن إسحاق ، وأبو عمر ، وابن حزم ، وغيرهم : بلغه أن بهذا الموضع جمعا من سليم وغطفان ، واستخلف على المدينة سباع بن عرفطة الغفاري أو ابن أم مكتوم ، وحمل لواءه علي بن أبي طالب ، وكان أبيض ، فسار إليهم ، فبلغ مأمن مياههم ، يقال له : الكدر ، فلم يجد في المحال أحدا ، وأرسل نفرا من أصحابه في أعلى الوادي واستقبلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في بطن الوادي : فوجد رعاء فيهم غلام يقال له : يسار ، فسأله عن الناس ، فقال : لا علم لي بهم ، إنما أورد لخمس ، وهذا يوم ربعي والناس قد ارتفعوا إلى المياه ، ونحن عزاب في النعم ، فأقام صلى الله عليه وسلم ثلاث ليال وقد ظفر بالنعم ، فانحدر إلى المدينة فاقتسموا غنائمهم بصرار ، على ثلاثة أميال من المدينة ، وكانت النعم خمسمائة بعير ، فأخرج خمسه وقسم أربعة أخماسه على المسلمين ، فأصاب كل رجل منهم بكران ، وكانوا مائتي رجل ، وصار يسار في سهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعتقه ، لأنه رآه يصلي ، وغاب رسول الله صلى الله عليه وسلم خمس عشرة ليلة ، وأقام بالمدينة شوالا وذا القعدة ، وأفدى في إقامته تلك جل الأسارى من قريش .

التالي السابق


الخدمات العلمية